الله فى حياتنا الروحية (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث )

ماهو الفرق بين الإدانه والتوجيه ؟ مثلاً إذا أخطأ خادم بتصرف يعثر الأخرين هل إذا واجهته يعد هذا إدانه ؟


يتوقف الأمر طريقتك فى الحديث ، تتكلم بأى طريقة إن كنت تتكلم بروح شديدة وبنقد وبإهانة وتجريح بالنسبة للخطأ فأنك سوف تتضايقه لكن إذا كنت تتحدث بتواضع وهدوء فيمكنه أن يقبل حديثك ، كمثال شخص سأل أحد الأباء لماذا عندما أضرب الميطانية للأخ لايقبلها منى (ذلك لأنك تضرب الميطانية بكبرياء فلايقبلها منك هناك فرق بين أحد يضرب ميطانية بشعور بالخطأ بالأنسحاق وبين شعوره بالكبرياء ) .

هل الطائفة الكاثوليكية يتم عمادهم بالرش أم بالتغطيس ؟ وإذا كان بالتغطيس يكون العماد كامل ؟


المشكله مشكله الكهنوت أنه كان توجد حُرمات من أيام الآباء ، وعندما ترفع هذه الحرمات بالإتحاد الكنسى سنقبل ماعندهم وسيقبلوا ماعندنا .


ماهى الآيه التى التى تثبت عدم زواج الأخ من زوجه أخيه المتوفى وآية تثبت عدم زواج أخت الزوجة بعد وفاتها ؟


 المانع الأول موجود فى سفر اللاويين إصحاح 18 وإصحاح 19، السبب هو الآتى عندما يتزوج إثنين ويصبح الإثنين واحد يصبح أقارب الزوج أقارب للزوجة وأقارب الزوجة أقارب للزوج فأصبحت عائلة واحدة فأختها تعتبر أخته وأخيه يعتبر أخوها .


يحرم الكتاب أكل الدم والمائت والمخنوق لكن أتذكر أن والدتى كانت تطعمنى الدم الناتج من ذبح الطائر مقلياً لإحتوائه على عناصر غذائية ؟


 هذه خطية وإطلب المغفرة لك والدتك .


من هو الملاك الحارس ؟ وما وظيفته ؟


كلمة الملاك الحارس موجوده كثيراً فى الصلوات وخاصة فى الأجبية ( أحطنا بملائكتك القديسين لكى نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين ) لكن الملاك الحارس يمكن أن يحرس مجموعه كبيرة من الناس ويمكن أن يحرس مدينة بأسرها وشعب بأكمله أى غير محدد العدد الذى يحرسه .


لماذا غفر السيد المسيح لليهود خطية الصلب بقوله ( ياأبتاه بقوله ياأبتاه إغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون )؟ ومامعنى الآية ( ولم يمسكه أحد ، لأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد) ( يو 8: 20 ) ؟


 لاتفهموا الغفران الذى غفره المسيح بمعنى مطلق ، الغفران دائماً مرتبط بالتوبة وإن لم توجد توبة لايوجد غفران وهذا واضح فى لوقا (13 : 3،5 ) ( إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ) بعملية الصلب الفداء قد تم فيمكن أن يكون باب الغفران مفتوحاً ولكن للذين يؤمنون ويتوبون ليس معنى هذا أن غفرت خطايا َحنانً وقيافا ويهوذا ، ( قيل عن يهوذا كان خيراً لهذا الإنسان لو لم يولد ) فيقصد أن الذين يتوبون ويؤمنوا لاتحسب لهم هذه الخطية وكان كثير منهم تابوا نجدها فى سفر اعمال الرسل فى الإصحاحات الأولى كان جماهير من رجال ونساء يتوبون وكثير من الكهنة أيضا كانوا يتوبون ويقبلوا الإيمان بل قيل أكثر من هذا ( وكان الرب فى كل يوم يضم للكنيسة الذين يخلصون ) لكن الذين لم يتوبوا خطيتهم باقية .

الله فى حياتنا الروحية

كثير من الأشخاص فى الحياة الروحية يجاهدون بمفردهم دون أن يدخل الله معهم فى هذا الجهاد ، أولايطلبون أن يكون الله معهم فى هذا الجهاد .


يعتمد على عقله أويعتمدعلى غيره ولايعتمد على الله وكثير من الأشخاص لكى يسيروا فى حياة القداسة ، يعطوا تعهدات ونذور كثيرة لله دون أن يطلبوا مساعده الله لهم فى هذه التعهدات أو هذه النذور ويعتقد أن فى تعهده له القوة البشرية التى يستطيع بها أن ينفذ .


 بينما الله يقول ( لأنكم بدونى لاتقدرون أن تفعلوا شيئاً ) ( يو15 : 5 ) . مثل الغصن فى الكرمة لاينمو إلا إذا وصلت إليه عصارة من الكرمة الأصلية لكن لايستطيع بمفرده ؟ هل فى حياتك تعتمد على نفسك أم تعتمد على الله ؟


بينما الكتاب يقول ( الإتكال على الرب خير من الإتكال على البشر ) ( مز 117) . إذا أردت أن تحيا حياة روحية سليمة فباستمرار وفى كل عمل وفى كل يوم إطلب من الله المعونة وإطلب منه النعمة والحكمة وإطلب منه القوة والقدرة والبركة .


وهذا الأمر واضح جداً فى صلواتنا الطقسية سواء فى الأجبية أو فى القداس الإلهى ، يقول الإنسان لله فى ترتيلة جميلة جداً ( إمسك يدى وقدنى كما تشاء ) لكن هل أنت بالفعل فى حياتك العامة بتتطلب من الله أن يمسك يدك ويقودك ولا أنت تقود نفسك بنفسك .


فى المزمور الخمسين نقوله عده مرات فى كل يوم ( إنضح على بزوفاك فأطهر، وإغسلنى فأبيض أكثر من الثلج ) هل أنت تطلب من الله أن يغسلك من خطاياك وتقول إغسلنى كثيراً من إثمى ومن خطيئتى طهرنى .


فى حياة التوبة والطهر وحياة القداسة ، ماذا نقول فى صلواتنا ( طهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا ) وفى القسمة فى القداس الإلهى ( وقلوبنا وعيوننا وأفهامنا وأفكارنا ونياتنا ) نحن نطلب من الله أن يطهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا


عملياً كل إنسان يقول ( أنا سوف أُجاهد فى هذا الأمر ) لكن لايعتمد على الله أن يساعده فى هذا الجهاد . ولأننا لانعتمد على الله فى هذا الأمر فكثيراً مانسقط من جهة طهارة أنفسنا وأجسادنا وأرواحنا .


كل شخص يعتقد أنه قادر على أن يتوب بمفرده وعلى أنه يغسل نفسه من أضرار الخطية بمفرده بينما على حسب الصلاة نقول ( إغسلنى كثيراً من إثمىومن خطيئتى طهرنى) بل نحن نصلى ونقول ( قلباً نقياً إخلق فيا ياالله وروحاً مستقيما جدده فى أحشائى ) .


لكن غالبية الناس تقول ( أتعهد أمامك يارب أن ترانى نقى القلب ونقى الفكر) لكن يعتبر هذا غرور ، يتعهد بنقاوة القلب غير أنه فى صلواته يطلب من الله أن يخلق فيه قلباً نقياً .


 نقول فى صلاة الساعة الثالثة (نقينا من دنس الجسد والروح) من الضرورى أن الإنسان يجاهد لكن لايجاهد بمفرده ولايعتمد على جهاده بنفسه فقط إنما يطلب أن الله يعطيه المعونه أن ينفذ مافى قلبه من رغبات .


من جهة الخطية نقول فى المزمور ( عيناي تنظران إلى الرب فى كل حين لأنه يجتذب من الفخ رجلى ). نقول لاتدخلنا فى التجارب لكن نجنا من الشرير، تطلب من الله أن ينجيك من الشرير لكن عملياً كل شخص يعتمد على نفسه بينما الكتاب يقول وعلى فكرك لاتعتمد ، وفى المزمور
الكبير يقول ( أمل قلبى إلى شهاداتك لا إلى الظلم ، أردد عيناي لئلا تعاين الأباطيل )


من هنا كان ضرورياً أنك فى حياتك الروحية لابد أن تركز على معونة الله لك وليس على مجرد إشتياقاتك الروحية لأن إشتياقاتك بدون معونة ربما لاتسطيع أن تنفذها ويمكن أن يكون لك إشتياقات روحية والشيطان له إتجاه مضاد يعرقل إشتياقاتك إلى الله .


لذلك نجد فى صلواتنا وبخاصة فى صلوات المزامير والأجبية طلب المعونة بإستمرار يقول ( قوينى على عمل الخير ) من ضمن الأشياء التى فى هذا الأمر أننا نصلى ونقول ( هب لنا فى هذا اليوم الحاضر أن نرضيك فيه ) .


 نقول أرسل لنا ملاك السلامة ليحرسنا من كل شر ومن كل ضربة ومن كل تجربة العدو ، أرسل لنا ملاك السلامة كثيراً مانتكلم عن ملاك السلامة فى الإنتقالات نقول الله يحفظك بملاك السلامة لكن لانطلب ملاك السلامة فى كل تصرف وكل عمل وكل فكر .


روحك القدوس فليهدنا إلى الإستقامة أحطنا يارب بملائكتك القديسين لكى نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين ، لانحتاج فقط أن نسلك فى روحياتنا بمفردنا بل نحتاج إلى ملائكة قديسين يحيطون بنا لكى يرشدونا ويحفظونا .


من هنا يمكن أن تكون لنا صلة بالملائكة أيضاً ، ماعمل الملائكة فى حياتنا الروحية ومامدى طلبنا لعمل الملائكة فى حياتنا الروحية ؟


 أنت تطلب معونة من الله وتطلب معونة من الروح القدس وتطلب معونة من الملائكة ودائماً فى الصلاة طلب المعونة طلب دائم ( اللهم أعنى أنت معينى ومخلصى يارب فلا تبطىء) .


تأتى لك تجربة أو خطية تفاجئك أو حرب روحية فيكون كل تفكيرك كيف تقاوم؟ لكن هل بتربط طلب المقاومة بطلب معونة إلهية يحفظك من كل خطية .


 نقول فى صلواتنا ( إحرسنا من كل شىء ردىء، ومن كل خطية ومن كل قوة مضادة ) نتمنى بإستمرار فى كل صغيرة وكبيرة نطلب المعونة من الله ، حتى فى حياتنا الروحية نقول فى الصلاة (سهل أمامى طريقك ، سهل سبلنا ، أرشدنا إلى العمل بوصاياك ) .


نجد عبارة مشهورة موجوده فى صلواتنا أننا نطلب من الله التعليم والإرشاد والهداية دواد النبى على كل ماكان له من قوة روحية كان بإستمرار يقول (علمنى يارب طرقك ،فهمنى سبلك ، فهمنى فأتعلم وصاياك ، روحك القدوس فليهدنى إلى الإستقامة ) .


حتى فى التوبة ماأجمل تلك العبارة فى سفر آرميا النبى ( توبنى يارب فأتوب ) كثيراً ماتعد الله بالتوبة وتنذر التوبة لكن هل تقول (توبنى يارب فأتوب) ، نقول فى صلوات الأجبية ( علمنى أن أصنع مشيئتك ).


نصلى فى باكر ونقول ( فلتشرق فينا الحواس المضيئة والأفكار النورانية ) نطلبها كنعمة من الله أن تشرق فينا الحواس المضيئة والأفكار النورانية ) .


تلاميذ المسيح والرسل قالوا له علمنا يارب أن نصلى ، علمنا الطريقة المثلى للصلاة العبارات العميقة فى الصلاة ، فى صلاة باكر نقول (أنر عقولنا وقلوبنا وأفهامنا ياسيد الكل ).


ومع كل هذه الصلوات نطلب من الله بإستمرار أن يستمع صلاتنا وأن يقبل صلاتنا وأن يستجيب لصلاتنا (إستمع يالله صلاتى وإنصت لصوت طلبتى أمل إذنك وإستمعنى لتدخل طلبتى إلى حضرتك لتستقم صلاتى كالبخور قدامك) وبالإضافة إلى كل ذلك نُوجد مشاعر بيننا وبين الله فى صلوات التمجيد والتسبيح وصلوات الشكر .