التناول (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث)

++ إلى أى مدى يجب أن أحزن على خطاياى عندما تفتقدنى النعمة ، وإلى أى مدى أستمر فى هذا الحزن ؟

+ الكتاب يقول ( لاتحزنوا كالباقين الذين لارجاء لهم ) تحزن على خطاياك ولكن لابد وأن يكون لك رجاء فى رحمة الله وغفرانه وتذكر العبارة التى تقول ( كرحمتك يارب وليس كخطايانا ) ، داود حزن حزناً شديداً لكن هذا لايمنعه من تسبيح الله وحياة الفرح مع الله لذلك لاتسرع فى مقاومة الحزن لئلا تصل إلى الأستهتار. تحزن لكن لاتخلط الحزن بالرجاء .

+ قال السيد المسيح من تزوج بمطلقة يزنى فهل نفس الحكم على المرأة إذا تزوجت بمطلق وهى غير مطلقة ؟

+ الزنى بالنسبة للرجل والمرأة أمر واحد يفسد الزواج إذا زنى الرجل أو زنت المرأة .


++هل من الممكن أن تشرح لنا وقائع عمل الميرون ؟

+ عمل الميرون يستغرق حوالى أربعة أيام يأتوا بمواد الميرون يضعوها مع زيت الزيتون ويغلى عليهم بالنار وتُقلب وكل يوم مواد أخرى . عبارة عن 27 مادة من المواد العطرية بُتخلط بزيت الزيتون بترتيب معين حسب فكر كيماوى علمى دقيق.

+ ونضع فيهم المواد العطرية الخاصة بزيت المسحة الذى ورد فى سفر الخروج إصحاح 30 عندما أمرهم بزيت المسحة الذى يمسح به الكهنة والملوك الأوانى المقدسة ونضع فوقها كل أنواع العطور التى وردت فى الكتاب وهى مختلفة ، مثلاً فى الأية التى تقول ( المر والميعة والسليخة من ثيابك) قيلت عن العذراء وعن الكنيسة ( المر عطر سائل ) يقول ( قمت لأفتح لحبيبى ويداى تقطران مراً ، وأصابعى مر قاطر على مقبض القُفل ) "نش 5: 5" (والسليخة شىء يسلخوها من الشجر) (والميعة شىء مايع) .

+ يعتبروا ثلاث أنواع ( صلب وسائل ومائع ) أنواع كثيرة جداً حتى (الناردين) الذى سُكب على السيد المسيح يُضع أيضاً والبلسم أيضاً وكل أذرة التاجر ولكن ترتيب حوالى خمس طبقات .

++ ماهو قصد رب المجد لما قال ( الحق الحق أقول لكم أن من القيام ههنا قوما لايذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة ؟

+ هناك فرق بين ملكوت الله وملكوت السموات . ملكوت الله تعنى الله يملك على الناس ، يملك على القلب وعلى الشعوب لكن ملكوت السموات بعد القيامة .

++ فى القداس الإلهى يقول لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولاطرفة عين؟ واللاهوت أزلى والناسوت مـأخوذ من العذراء مريم ؟
+ من أول ماحدث إتحاد بين اللاهوت والناسوت لم يكن هناك مفارقة لكن اللاهوت قبل الناسوت بزمن طويل فى الأزل لكن من أول ماتم الإتحاد لم يعد يوجد إنفصال .

++ ماالفرق بين البساطة وصغر النفس ؟

+ البساطة هى عدم التعقيد ولذلك هناك فرق كبير جداً بين البساطة والسذاجة ، السذاجة تعنى أن الشخص عقله بسيط لكن البساطة فى عدم التعقيد يمكن أن يكون بسيط وحكيم ولذلك يقول الكتاب ( كونوا بسطاء كالحمام وحكماء كالحيات) لعلك تقصد الفرق بين صغر النفس والتواضع ، صغر النفس تعنى نقص نفسانى .


+ فى الصيام الكبير وخاصة خلال أسبوع الآلام وقبله نجد أربع مناسبات مقدسة واحدة تلو الأخرى تشمل أربع قداسات مميزة فى طوال السنة سنجد قداس فى جمعة ختام الصوم ويقصد بجمعة ختام الصوم ختام الأربعين المقدسة وأيضاً جمعة ختام الصوم بها قنديل عام ( صلاة مسحة المرضى عامة للشعب كله ) .

+ ثم قداس أحد الشعانين ، وأحد الشعانين عند كثير من الناس وخصوصاً القرويين والأشخاص البسطاء يحتفلون به أكثر من أى شخص .

+ يتميز أنه بعد قداس أحد الشعانين يبدأ صلاة الجناز العام الذى نصلى فيه من أجل أرواح الأشخاص الذين يموتون خلال أسبوع الآلام ولايوجد رفع بخور ولاجنازات أخرى .

+ بعد ذلك قداس خميس العهد ويعتبر أهم قداس فى السنة كلها ، جميع قداسات السنة مبنية على قداس خميس العهد ونتذكر فيه سر الأفخارستيا الذى قدمه الرب لتلاميذه فى ذلك اليوم .

+ ومن أهمية هذا القداس أنه طوال أسبوع الآلام نكون خارج المحلة فى الخورس الثانى لكن فى قداس خميس العهد ندخل فى الخورس الأول من الداخل ونفتح الهيكل لأول مرة فى أسبوع الآلام .وهو أقصر قداس والذى طوال حياته لم يتناول خلال السنة يتناول يوم خميس العهد ثم يأتى قداس سبت النور وقداس القيامة كل هذه مناسبات مقدسة .

+من الضرورى أن نكون مستعدين لها لكى لاتفوتكم بركة هذه الأيام المقدسة .

+ القداس يحتاج لأستعداد روحى ، والقداسات بإستمرار هى أيام فرح ولذلك عندما نصلى قداس فى الأيام العادية نقول اللحن ( هذا اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح به الرب ونبتهج فيه ) .

+ وفى التناول بنذكرعهد بيننا وبين الله .لذلك خميس التناول نسميه خميس العهد ونقول هذا العهد فى كل قداس ( كلما مرة تأكلون من هذا الخبزوتشربون من هذا الكأس تبشرون بموتى وتعترفون بقيامتى وتذكرونى إلى أن أجىء ) ، أى عهد بينا وبين الله عندما نتناول أننا نعمل هذا الأمر ونذكره إلى أن يجىء.

+ والتناول تتحقق فيه رموز الذبائح كلها التى كانت فى العهد القديم وبخاصة خروف الفصح (لأننا فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا) "1كو 5: 7" .

+ هو أقدس أسبوع فى السنة كلها ولذلك عند الإنجليز يسمونهThe Holy) Week ) أى الأسبوع المقدس وكل يوم منه يعطوه صفه التقديس .

+ وفى عهد الدولة الرومانية كانوا يطلقون السجناء فى هذا الأسبوع لكى يحضروا الإحتفال بصلوات أسبوع الآلام .

+ فكانت الصلاة فى أسبوع الآلام لها أهميتها لأنه أعمق أسبوع فى السنة كلها وحتى الدولة تعطى أجازة رسمية فى أسبوع الآلام يوم خميس العهد لجميع الموظفين لجميع الموظفين لأهمية هذين اليومين منذ زمن قديم .

+ التناول من أهميته أننا نقول فى القداس ( يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه ) وأيضاً السيد المسيح يقول عن التناول ( يثبت فيا وأنا فيه )

+ وأيضاً فى( يوحنا 6) تكلم عنه بإعتباره الخبز الروحى والخبز الحى والخبز النازل من السماء وكثير من القديسين كانوا يعتبرون التناول نوع التطعيم بُيطعم الإنسان بشىء جديد مقدس له .

+ والمناولة تعطى للإنسان نوع من الإستحياء الروحى أى يخجل وهو مخطىء أنه يتناول ، فتعطيه نوع من الحصانة الروحية أنه لايخطىء وتعطيه نوع من الإحتراس قبل المناولة وبعد المناولة .


+ الإنسان بقدر مايستعد للمناولة بقدر مايستفيد منها أى ليس كل الذين يتناولون يأخذون نفس القوة والفائدة الروحية ، يتوقف الأمر على الإستعداد الداخلى .

+ نأخذ مثال لأول أشخاص تناولوا فى المسيحية رسل المسيح الأحدى عشر بعض منهم هرب وبعض منهم أنكر المسيح ثلاث مرات ومنهم من قطع أذن العبد ومنهم من وصل إلى الصليب وبقى مع المسيح إلى آخر وقت ، درجات وليس كل منهم كمثل بعض .

+ يُذكرنا ذلك بالكتاب عندما يتكلم عن الأرض الجيدة التى تعطى ثمراً ثلاثين وستين ومائة فالأرض الجيدة والزارع نفس الزارع والبذار نفس البذار ولكنها عند البعض تعطى ثلاثين أو ستين أو مائة حسب إستعداد الإنسان الروحى هكذا يستفيد من المناولة .

+ يستفيد أيضاًَ من العظة ومن القراءة الروحية ومن كل وسائط النعمة ، كذلك شعور الإنسان بهيبة السر فلايتقدم إليه كمجرد عادة أو بلا حرص.

+ الكنيسة تشعر الإنسان أن يوم المناولة يوم غير عادى فى إستعداده الروحى والجسدى يكون طاهراً روحاً وجسداًويتقدم للمناولة بالتوبة وبالإعتراف .

+ من أجمل الكلمات التى قيلت فى صموئيل الأول إصحاح 16 عندما كان ذاهب يُقدم ذبيحة فقال لعائلة يسى بيت لحم ( تقدسوا وتعالوا معى إلى الذبيحة)

+ فالإنسان من الضرورى أن يأتى بطريقة مقدسة لكى يستحق أن يتناول وهذا مانراه حتى مع خدام المذبح ( الكاهن والشمامسة ) . الكاهن يغسل يديه قبل القداس ويقول ( أغسل يدى بالنقاوة وأطوف بمذبحك يارب ) وأيضاً ( تنضح على بزوفاك فأطهر وإغسلنى أبيض أكثر من الثلج ).

+ والملابس البيضاء ( التونية ) التى يلبسها الكاهن والشمامسة أيضاً رمز للقلب النقى والفكر النقى الذى يتقدم به للمناولة .

+ من ضمن الإستعداد للمناولة ، المصالحة لذلك لذلك السيد المسيح قال( فإن قدمت قربانك إلى المذبح وتذكرت أن لأخيك شيئاً عليك ، فأترك هناك قربانك قدام المذبح وأذهب أولاً وإصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك ( مت 5 : 23: 25 ).

+ يبقى فى المناولة ( بدون إستحقاق ) بولس الرسول فى (كورنثوس الأولى الأولى إصحاح 11 : 27) ( إذا أى من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب ، بدون إستحقاق ، يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه ) ( من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون ) ( 1كو 11 : 30 ) .