الاحد الرابع من توت الغنى الروحى (التوبة النقية )

أ- الدموع علامة التوبة النقية .
ب- الشعور بالخطية شرط التوبة النقية .
ج- الترحاب بالرب يسوع ثمرة التوبة النقية .

 أثناء كرازة السيد في الجليل … دخل مدينة كفر ناحوم وشفى عبد قائد المئه ... و في اليوم التالي ذهب إلى مدينة نايين وأقام ابن الأرملة من الموت و ذاع الخبر في كل الجهات فأرسل يوحنا المعمدان تلاميذه قائلاً... " أنت هو الآتي أم ننتظر آخر " ... أجابهم و شهد شهادته عن يوحنا المعمدان وحينئذ دعاه أحد الفريسيين الحاضرين ( سمعان الفريسي ) إلى داره لتناول الطعام و هناك في بيت الفريسي حدث خلاص المرأة الخاطئة التي هي مثال ( التوبة النقية ).

أ- الدموع علامة التوبة النقية :-( لو7: 36- 38 )

 كانت عادة الجلوس ... ( هي أن يتكىء الشخص على مرفق يده اليسرى على سرير عريض وتمتد قدماه إلى الخلف ).

 ولذلك كان من السهل على المرأة أن تأتي من وراءه تقبل قدميه و تمسحها بالطيب ( ما فعلته هذه الخاطئة هو غير ما فعلته المرأة الفاضلة مريم أخت لعازر و مرثا قبل الفصح بيومين إذ سكبت قارورة طيب ناردين كثير الثمن على رأس المخلص و هو متكئ ) على نحو ما جاء في ( مت26: 6- 13) , ( مر14: 1- 9) ، ( يو12: 1- .

 ولما تذكرت خطاياها ... سقطت دموعها كعلامة التوبة النقية كما فعل داود وكتب مزاميره " ارحمني يا الله كعظيم رحمتك " ... " لم أعطى لعينى نوم ولا لأجفانى نعاساً " ... " صارت لي دموعي خبزاً ليل نهار" ... والقديس بطرس ( لو22: 62) الذي خرج خارجاً وبكى بكاءاً مراً ... والقديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك الذي كان لا يُرى وإلا باكياً وكان يقول لنفسه " اذكر يا أرساني لماذا خرجت" .

ب- الشعور بالخطية شرط التوبة النقية :- ( لو7: 39-43)

 زعم الفريسى ... أنه وجد دليلاً يبطل به النبوة فى يسوع ... بأنه لم يعرف المرأة الخاطئة ولم يعرف أنه لم يأت ليدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة ...

 فرد عليه يسوع بالآتى :-
1- كان لمداين = الرب يســـــــوع .
2- مديونـــــان = المرأة وسمعـان .
3- الديــــــــــن = خطايا كلاً منهم .
4- لم يكن لهما ما يوفيان = الإنسان العاجز عن إيفاء دين الخطية سواء كانت خطية قليلة أو كثيرة
5- أيهما أكثر حباً لسيده = هذا لا يعنى أنه كلما كثرت الخطية يكون صاحبها أكثر حباً لله ، وإلا كان اللص أكثر حباً من يوحنا الرسول ... ولكن الخطاة يميلون إلى حب الله بقدر ما يشعرون بذنوبهم وإستحقاقهم للعقاب والعذاب .

 إذن المحبة اليسيرة ... التى أظهرها الفريسى = عدم شعوره بخطيته وعدم إحساسه بالحاجة إلى المسيح ... لأن خطيته صغيرة وعدم شعوره بالغفران.

ج- الترحاب بالرب يسوع ثمرة التوبة النقية :-( لو7: 44-47)

1- واجبات الضيافة كما جرى العرف قديماً ...
 يغسل صاحب الدار أرجل الضيوف وذلك ...

 كما فعل إبراهيم مع الملائكة إذ ظنهم غرباء ( تك 18: 4) " فليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة ".

 كما فعل لوط معهم ( تك 19: 4) " وقال يا سيدي ميلا إلى بيت عبدكما وبيتا واغسلا أرجلكما ".

 كما قال بولس عن الأرملة التى يجب أن تُختار " مشهوداً لها فى أعمال صالحة وأن تكن قد ربت الأولاد ... أضافت الغرباء ... غسلت أرجل القديسين ..... " ( 1تى 5-10) .

 يُقبل صاحب الدار الضيوف قُبلة الترحيب وذلك ...

 كما قبل لابان يعقـوب ( تك 29: 13) " فكان حين سمع لابان خبر يعقوب ابن اخته أنه ركض للقائه وعانقه وقبله وأتى به إلى بيته ".

 كما قبل عيسو يعقوب ( تك 33: 4) " فركض عيسو للقائه وعانقه ووقع على عنقه وقبله وبكيا ".
 كما قبل موسى حماه ( خر 18: 7) " فخرج موسى لاستقبال حميه وسجد وقبله ".

 كما قبل داود يوناثان ( 1صم 20: 41) " الغلام ذهب وداود قام من جانب الجنوب وسقط على وجهه إلى الأرض وسجد ثلاث مرات وقبل كلاً منهما صاحبه ".

 يمسح صاحب الدار رأس الضيف بالدهن وذلك ...

 كما يقول داود فى ( مز 23: 5) " ... مسحت بالدهن رأسي .... "
كما دهنت راعوث رجلى بوعز( را 3: 3) " فاغتسلى وتدهنى والبسى ثيابك وانزلى إلى البيدر ولكن لا تعرفى عند الرجل حتى يفرغ من الأكل والشرب ".

 كما دهن داود نفسه ( 2صم 12: 20) " فقام داود عن الأرض وإغتسل وإدهن وبدل ثيابه ودخل بيت الرب ".

2- تهاون الفريسى فى القيام بواجبات الضيافة نحو الرب يسوع ... وربما ظن أن مجرد دعوته ليسوع وهو فى نظره ابن نجار كاف لإكرامه ... لكن قامت هذه المرأة الخاطئة بواجبات الضيافة نحو الرب يسوع ... وذلك لمحبتها للذى غفر خطاياها .

3- أمثلة لهذا الترحاب كثيرة مثل ...
 ترحاب زكا بدخول الرب يسوع بيته .

 وترحاب السامرية وأهل السامرة به حيث دخلت تقول " وجدت إنسان قال لى كل ما فعلت " ... والترحاب بالله هو الفرح به وبدخول بيته مثل داود الذى يقول " فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب " .