الدير الاحمر بسوهاج
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدير الاحمر بسوهاج

رابطة ابناء الانبا كاراس السائح بالدير الاحمر _ غرب سوهاج
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ضبط النفس (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 23/10/2012

ضبط النفس (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث ) Empty
مُساهمةموضوع: ضبط النفس (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث )   ضبط النفس (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث ) I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 14, 2012 12:46 pm



ضبط النفس

(محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث )


+ سوف نبدأ أولاً بأسئلة الشعب :


++ لماذا لا نصوم الصوم المقدس بعد عيد الغطاس كما قام السيد المسيح وكذلك صوم الرسل لماذا لايبدأ بعد الصعود ؟


+ صوم المسيح بعد الغطاس كان له هدف غير الصوم الكبير الذى نصومه ، نحن نصوم الصوم الكبير عبارة عن ثلاث صيامات تذكار صوم المسيح وتذكار أسبوع الآلام ، لكنه ليس مناسب أن يكون بعد الغطاس .


+ هل يوجد تباين فى الآيتين ( المولود من الله لايخطىء والشرير لايمسه ) ، والآية الثانية ( إن قلنا أننا لانخطىء نضل أنفسنا ) ؟



+ المولود من الله لايخطىء فمن الضرورى أن نكون كذلك .لكننا نخطىء ، لذلك نقول لست مستحقاً أن أدعى لك إبناً بل إجعلنى كأحد أجرائك .


ضبط النفس




+ بمناسبة الصوم نقف جميعاً أمام مشكله تحدث لكثيرين ، نصوم كثيراً وحياتنا كما هى لم تتغير وطباعنا واحده وأخطائنا تتكرر .فهل الخطأ فى الصوم ؟ بالطبع لا.


+ الخطأ أن الذين يصومون لايدركون المعنى الحقيقى للصيام أو معتقدين أن الصوم شىء جسدانى فقط تختص بنوع الطعام وتوقيت الطعام وربما يدققون فى نوع الطعام وتوقيته ومع ذلك يظلون كما هم لأنهم لم يدخلوا فى صومهم العنصر الروحى .


+ فالصوم ليس مجرد حرمان للجسد من الطعام إنما هو بالأكثر إعطاء غذاء للروح تستفيد به فى فترة عدم إنهماك الجسد فى الطعام .


+ ولذلك نصيحتى فى الصوم لابد أن الإنسان يُدخل فيه عنصر حياته الروحية ويضع لنفسه برنامجاً روحيا فى فترة الصوم وعلى الأقل نتكلم عن فضيلة واحدة فى الصوم بدونها لايعتبر الصوم صوماً وهى ضبط النفس .


+ الصوم معناه أن تضبط نفسك فى الطعام تمهيداً لضبط النفس فى أشياء أخرى كثيرة .سليمان الحكيم قال ( مالك نفسه خير من يملك مدينة ) .بمعنى أنك عندما تحكم على نفسك أفضل من أن تحكم مدينة .


+ كذلك من ناحية القوة ، القوة ليست أنك تكون قوى على الأخرين إنما أن تكون قوى على نفسك فى البداية ، بمعنى تُظهر قوتك فى إنك تحكم نفسك ، نجعل نفسك منضبطة .


+ وإذا دخلت فى فضيلة ضبط النفس تدخل فى عناصر كثيرة منها ضبط اللسان وضبط الفكر وضبط الحواس وضبط الطعام فى الصيام وضبط الرغبات والشهوات وضبط الأعصاب وضبط نفسك فى كل تصرف من التصرفات .


+ ضبط اللسان : فى سفر الأمثال يقول ( كثرة الكلام لاتخلو من معصية، أما ضابط شفتيه فعاقل ) ، ومعلمنا يعقوب الرسول يقول ( إن كان أحد لايعثر فى الكلام فذلك رجل كامل قادر أن يلجم كل الجسد أيضاً ) " يع 3 : 2 " .


+ فالذى يضبط لسانه ينجو من خطايا كثيرة ويتخلص منها ( الشتيمة ، إدانه الغير ، التكلم عن الأخرين ، الكذب ، المبالغة ، الكبرياء ، حديث المجد الباطل ، الإفتخار ، الثرثرة ، الحديث عن النفس ، كلام الغضب) يتخلص من خطايا كثيرة جداً لأنه توجد خطايا تسمى الخطايا الأمهات بمعنى خطية تلد العديد من الخطايا الأخرى من ضمنها خطايا اللسان وهى تعتبر من الخطايا الأمهات .


+ كما أن الذى يضبط لسانه يستفيد إيجابياً أيضاً بالصمت ، بالتروى،بالتفكير يعطى نفسه فرصة لإنتقاء الألفاظ السليمة التى يستخدمها ويعطى نفسه فرصة أن يحسب حساب لردود الأفعال لكل كلمة يقولها .


+ الذى يضبط لسانه يتعود على كلام البنيان ، الكلام يبنى الغير ويفيده ، الذى من أجله تكلم بولس الرسول كثيراً فى رسالته إلى كورنثوس الأولى ، أيضاً فى ضبط اللسان يشعر الإنسان بخطورة الكلام ، كل كلمة تقولها تُحسب عليك .


+ يقول السيد المسيح بكلامك تتبرر وبكلامك تُدان ، ( وكل كلمة تخرج من أفواهكم تعطون عنها حساباً فى يوم الدين ).


+ من خطورة الكلام أن كل كلمة تقولها لاتسطيع أن تسترجعها خرجت من فمك ووصلت لأذان الناس وأذهانهم ووصلت إلى مشاعرهم .


+ إن كانت كلمة خاطئة مهما إعتذرت عنها هى حُسبت عليك وربما يتذكرها لك الناس . القديس أرسانيوس قال ( كثيراً ماتكلمت فندمت أما عن السكوت فلم أندم قط ) وكان الأباء القديسون قديماً حينما يصمتون إنما يعطون أنفسهم فرصة للصلاة .


+ القديس مكاريوس الإسكندرانى سأل القديس أرسانيوس ( لماذا تهرب منا ياأبتاه؟) قال له ذلك (لأنى لا أستطيع أن أتكلم مع الله ومع الناس فى نفس الوقت) فهو منشغل بالكلام مع الله .


+ لذلك فى فترة الصيام درب نفسك على ضبط اللسان ، لاتتكلم بكل مايخطر على ذهنك من كلام .


+ وأيضاً لاتتكلم بكل ماتسمعه فربما ماتسمعه ليس حقيقاً كله ، وفكر كثيراً قبل أن تتكلم وأعرف أنه بالكلام الخاطىء لاتخطىء بالنسبه إلى نفسك فقط إنما تخطىء بالنسبة إلى غيرك ممن يسمعونك . لأنك تحشو فكرهم بكلام خاطىء .


+ كما تدرب نفسك على ضبط اللسان تدرب نفسك على ضبط الفكر أى لاتستخدم كل فكرة تصل إلى ذهنك ، هناك أفكار تأتيك ينبغى أن تطردها ولاتتعامل معها ولا تتداول وتأخذ وتعطى لاتستقبل كل فكر خاطىء .


+ فى سفر النشيد يقول ( أختى العروس جنة مغلقة ينبوع مختوم ) (نش 4 : 12) يتكلم عن النفس البشرية عبارة عن نفس محصنة ليست مفتحة للأعداء من أعوان الشر .

+ إجعل نفسك حصين ، إحترس من فكر الغضب وفكر الإنتقام وفكر الحسد والحقد والكبرياء والإدانة وإن أتاك الفكر لاتستخدمه .

+ هناك مثل يقول ( أنت لاتستطيع أن تمنع الطير أن يحوم حول رأسك لكنك تستطيع أن تمنعه من أن يعشش فى شعرك ) فليس كل فكر يأتيك تجعله يعشش فى رأسك .

+أيضاً ماتحلم به من أخطاء لاتعاود التفكير فيه لئلا تثبته ، حاول أن تنساه .


+ والأفكار على أنواع هناك فكر صالح وفكر تافه ، أعرف أن ذهنك وعقلك من جهة التفكير فيه مستويان مستوى عميق ومستوى سطحى فمثلاً شخص يصلى ويسرح أثناء الصلاة ففى ذلك فكرين ( فكر الصلاة وفكر السرحان ) .


+ إضبط فكرك والشخص الذى يصوم لايكتفى بأنه يمتنع عن الطعام ، إنما ينبغى أن تكون له أفكار نقية ولكى تكون له أفكار نقية ينبغى أن يضبط حواسه .أيضاً مارإسحق يقول (أن الحواس هى أبواب للفكر لكى تضبط أفكارك أضبط حواسك لئلا حواسك تجلب لك أفكار لاتليق ).


+ وضبط الحواس يساعد على ضبط الفكر والمشاعر وعلى ضبط القلب ، أضبط لسانك تضبط فكرك تضبط حواسك تضبط أعصابك ، أضبط مشاعرك .


+ ولاتتجاوب مع كل مشاعر وخصوصاً لوكانت هناك شهوة خاطئة أو رغبة خاطئة ولاتجعل المشاعر التى تدخل إليك تتطور إلى رغبة والرغبة تتطور إلى شهوة والشهوة تتطور إلى عمل والعمل يتتطور إلى عادة والعادة تتطور إلى طبيعة .


+ فى كل مرحلة من مراحل الخطأ إضبط وقف وهكذا تصل إلى نوع آخر من الضبط وهو ضبط الإرادة بمعنى أن تضبط نفسك ، من الضرورى أن الإنسان يعمل الخير محبة فى الخير لكن إن لم يكن وصل إلى هذه الدرجة فعلى الأقل يغُصب نفسه على فعل الخير لأنه لو لم يفعل الخير سيحاسب .


+ أغصب نفسك لكى تتعود على عمل الخير ، وأغصب نفسك فى البعد عن الخطية وعن مصادر الخطية ولاتتحايل على مخالفة ضميرك ولاتجلب لنفسك الأعذار والتبريرات .


+ حتى أبونا آدم فكر فى تبريرات يقدمها لله على خطيته وكذلك أمنا حواء ولم يقبل الله من أى منهما لاعذراً ولاتبريراً .


+ لا اتوسع ضميرك ولاتجعل فكرك يعثرك فى كل خطأ تخطىء فيه بل توبخ نفسك .


+ أيضاً ينبغى أن تضبط نفسك من جهة محبة ذاتك من جهة محبة العظمة ومحبة المتكأت الأولى ، لاتبنى راحتك على تعب الآخرين .


+ تضبط نفسك من جهة الإندفاع من جهة التهور ، من جهة إساءة إستخدام الحرية ، إستخدم الحرية ولكن بطريقة منضبطة ولاتجعل الحرية لديك تكون على حساب الأخرين .


+ من الخير لك أن تضبط نفسك وإلا ستضطر أن يأتيك الضبط من الخارج ، إما أن تضبط نفسك من داخلك أو يضبطك القانون أو العرف ، الأبن الصالح يضبط نفسه إن لم يضبط نفسه يضبطه تأديب أبويه له.





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://monastery1.egyptfree.net
 
ضبط النفس (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الثمــــــــــــــــر (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث )
» المجوس (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث )
» البركـــــــة (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث )
» التناول (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث)
» الجســـــــد (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الدير الاحمر بسوهاج :: منتدى قداسة البابا شنودة الثالث :: + قسم عظات وقداسات البابا شنودة +-
انتقل الى: