الثمر
(محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث )
+ ماهو الإختطاف ؟ وهل هناك إختطاف فى هذه الأيام ؟ +الإختطاف فى نهاية الزمن فى مجىء المسيح الثانى ، الموتى يقومون والأحياء الذين على الأرض يُختطفوا إلى السماء ويتغيروا لكى يكونوا بأجساد غير مادية .
+ إستعدوا لئلا يكونوا هربكم فى صيف أو شتاء ؟ فما المقصود بذلك ؟ + الحديث عن نهاية الأزمنة أتى فى موضوعين فى متى إصحاح 24 وفى مرقس إصحاح 13 وكان الإصحاح يتكلم عن نقطتين عن نهاية الأزمنة وعن خراب أورشليم ، فالجزء الخاص بخراب أورشليم هو الذى قال عليه السيد المسيح (
صلوا لئلا يكون هربكم فى شتاء أو سبت ) وعن نفس الوضع قال (
ويل للحبالى والمرضعات فى تلك الأيام ) لأن فى وقت الهرب أثناء خراب أورشليم تكون الحُبلى فى شده تعبها .
الثمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
+كثير جداً يحدث أن البعض يقول أنا أسير مع الله ولكن علينا أن نختبر هل فعلاً أسير مع الله أم لا ولعل من الوسائل الهامة جداً فى إكتشاف هل الإنسان يسير مع الله أم لا ؟
+ ثمر الحياة الروحية فى حياته ، فماهو الثمر فى الحياة الروحية ؟ + السيد المسيح يقول (
من ثمارهم تعرفونهم ) وأيضاً من الثمر الإنسان يعرف نفسه هل هو يسير مع الله أم لا ؟ ويقول أيضاً (من الثمرة تعرف الشجرة ) ويفسر بهذا ويقول (
لأنه مامن شجرة جيده تثمر ثمراً ردياً ولا شجرة ردية تثمر ثمراً جيداً ).
+ الله خلق الإنسان فى الحياة لكى يصنع ثمراً ، ونتيجة الثمر الطيب يذهب به إلى الملكوت وإن لم يكن به ثمر تكون حياته ليس لها معنى .
+ وهكذا قال السيد المسيح لرسله الأطهار فى (يوحنا 15 :16) (
أنا إخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم ) وقد أعطانا الكتاب المقدس أمثلة للذين كانوا لهم ثمر قوى فى حياتهم .
+ يوحنا المعمدان خلال فتره قليله فى حياته إستطاع أن يعد الطريق أمام السيد المسيح وأن يقود جماهير للتوبة بمعمودية التوبة.
+ الشماس إسطفانوس الشماس الأول ، لدينا الكثير من الشمامسة ولكن هذا الشماس إسطفانوس كان له ثمر فى حياته وجماهير من رجال ونساء إنضمت إلى الإيمان ووقفت أمامه ثلاثة مجامع من مجامع الفلاسفة ولم يستطيعوا أن يقاوموا القوة ولا الروح التى كان يتحدث بها .ولذلك كان هو الشهيد الأول بين الرجال فى المسيحية .
+ بقية الرسل كان لهم ثمر فى حياتهم هم الذين نقلوا إلينا الإيمان وهم الذين نقلوا إلينا العقيدة واللاهوتيات والطقوس والأسرار الكنسية .
+ مارمرقس الرسول أتى إلى مصر وفى الفترة التى قضها فى مصر إستطاع أن يحول الشعب كله إلى الإيمان بالمسيح وإسُتشهد لكن جعل البلد بلد مسيحية ، كان له ثمر فى حياته .
+ لكى يكون الإنسان مثمر فى حياته الروحية ، فمن الضرورى أن يرى ماهى العقوبة إن لم يصنع ثمراً ، الكتاب يقول (
كل شجرة لاتصنع ثمراً تُقطع وتُلقى فى النار )، والسيد المسيح يقول (
أنا الكرمة وأنتم الأغصان ، كل غصن فيا لايأتى بثمر ينزعه وكل مايأتى بثمر ينقيه ليأتى بثمر أكثر ) .
+ فماهو الثمر الذى تفعله فى حياتك الروحية أو فى حياة الكنيسة ؟ وإن كنت بلا ثمر فلتبدأ من الآن تسلك بطريقة تجعل حياتك مثمرة .
+ بالنسبة للكهنوت،السيد المسيح حينما وبخ كهنة اليهود فى (متى إصحاح21: 43 (
ملكوت الله يُنزع منكم ويُعطى لأمة أخرى تعمل أثماره ).
+ أول شىء قال عنه القديس بولس فى (غلاطية إصحاح 5 : 22 ، 23 ) (
وأما ثمر الروح فهو : محبة ، فرح ، سلام ، طول أناة ، لطف ، صلاح ، إيمان، وداعة ، تعفف ).
+فهل كل إنسان منا لديه هذا الثمر ، الثمر الروحى فى حياته أو تمر فى حياتنا ولاتترك تأثيراً ؟ هل يظهر فى حياتك ثمر الروح فى محبة ، فرح ، سلام ، وداعة ، تعفف .
+ من الناحية الإيجابية . هل أنت سالك فى شروط المحبة من الناحية الإيجابية ؟ + المحبة التى تُعطى أكثر مما تأخذ كما يقول الكتاب (
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ ) والمحبة التى تبذل حتى ذاتها والمحبة التى لا تطلب مالانفسها ، ونحن فى بعض الأحيان نأخذ عناوين الفضائل دون أن ندرك محتويات هذه الفضائل أو نأخذ إسم الفضيلة دون أن نبحث ماهى ثمار هذه الفضيلة فى حياتنا .
+ من أهم الثمار ، ثمار أفعال الإنسان (
مايزرعه الإنسان إياه يحصده ) .
+ أحلام الإنسان باليل سواء كان بعضها أحلام بارة أو أحلام خطية أو أحلام خوف أو أى نوع من أنواع الحلم .
+ الأحلام التى تحلمها باليل هى ثمر أفكارك وحواسك بالنهار ، ماتفكر فيه ومايُخزن فى عقلك الباطن وماتجمعه حواسك من سمع وبصر ولمس ، والذى يحتفظ بنقاوة حياته فى النهار تكون أحلامه طاهره فى الليل .كلها ثمار .
+ التوبة لابد أن يكون لها ثمر فى الحياة ولذلك هناك آية تقول ( إصنعوا ثماراً تليق بالتوبة) ، ثمر التوبة من ضمنه الإنسحاق أيضاً البكاء على الخطية كما فعل داود النبى فى المزمور الخمسين وفى مزمور (
يارب لاتبكتنى بغضبك ولا تؤدبنى بسخطك ، إرحمنى يارب فإنى ضعيف ، إشفينى فإن عظامى قد إضطربت ).
+ وأيضاً من ثمار التوبة تغيير الحياة ، تغييراً كاملاً ليس فقط من جهة الفعل إنما حتى من جهة النية ومن جهة مشاعرالقلب من الداخل ، ومن ثمار التوبة أن الإنسان يُصلح نتائج الأخطاء القديمة مثل زكا العشار قال(
إن كنت ظلمت أحد فى شىء أرد أربعة أضعاف) .
+ الذى يتوب بالفعل يكون فى حياته أيضاً إتضاع مثل موسى الأسود ، عندما كان يرفض أن يحكم على أحد غيره ويقول(
هذه خطاياى وراء ظهرى تجرى وأنا تقدمت لكى أدين أخى).
+ على سبيل المثال شخص يقول أنا أخدم ، فما ثمار الخدمة فى حياتك وحياة الأخرين بولس الرسول يقول لأهل رومية الإصحاح الأول ( ليكون لى ثمر فيكم ) ، كل نوع من الخدمة ولذلك الكتاب على فم المسيح يقول (
من سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد لا يضيع أجره ) .
+ وفى ثمر فى المخدومين بتغير حياتهم ، لكن نخدم ولكن الخدمة ليس لها ثمر فليس لها معنى .
+ روحياتك ، قراءتك ، الإجتماعات الروحية التى تحضرها ، القداسات ، الندوات التى تشترك فيها ماهو ثمار كل هذا فى حياتك ؟ هل أحدثت تغيير كامل فى حياتك ولا نفس أخطاءك أو نفس الكلام الخطأ ؟ ويبدو كما لو كانت هذه العبادة فى حياتك بلا ثمر ؟
+ إجلس بينك وبين نفسك وتعرف ماهو الثمر الذى فى حياتك هل أوجدت عندك مخافة الله ، هل أوجدت محبة الله ؟
+ من ضمن الأشياء التى تُضيع الثمر أن الإنسان يكون لديه قلب منقسم ومن ضمن الأشياء التى تُضيع الثمر أيضاً كما قيل فى مثل الزارع ( طلع الشوك وخنقه فأصبح بلا ثمر ) أو المعاشرات الردية التى تُفسد الأخلاق الجيدة .
+ لكى يكون لك ثمر فى حياتك من الضرورى أن يكون الله له عمل فى حياتك ، وأيضاً النعمة تكون فى حياتك والروح القدس لأن الله يقول (
بدونى لاتقدرون أن تفعلوا شيئاً ) (ا
لغصن لايقدرأن يأتى بثمر من ذاته إلا من يثبت فى الكرمة ).
+ لذلك ينبغى أن يظهر الثمر فى حياتك الروحية فى تصرفاتك فى كلامك فى علاقاتك فى نموك لأن النمو علامة من علامات الثمر ، فى نجاحك فى جهادك الروحى لأن النجاح علامة من علامات الثمر فى جدية حياتك .
+أتذكر بهذه المناسبة عن الأباء الرهبان أن أحد الشيوخ الرهبان قال فى نصيحه له لأحد المتوحدين (
إذا حوربت بالرئاسة أن تكون رئيساً لمجمع من المجامع فقل أن مجمع أفكارى ومجمع مشاعرى )
+ إجتهادك فى مقاوتك للشيطان .
موضوع: الثمــــــــــــــــر (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث ) 
الأربعاء نوفمبر 14, 2012 1:56 pm
