الجســـــــد
(محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث )
+ ورد فى إنجيل معلمنا متى البشير أن العذراء إمرأة يوسف وورد فى إنجيل معلمنا لوقا أن العذراء خطيبه يوسف وظهر الملاك فى حلم ليوسف وقال له (لاتخف أن تأخذ مريم إمراءتك إليك فهل هى زوجة شرعية أم لا ؟+هو الخطوبة كان يطلقوا عليها إمراءته ولو إنها خطوبة ، فكلمة إمراءتك تعنى المرأة التى فى عصمتك لرعايتها وإن لم يتزوجها زواجاً فعلياً .
+ إلى مدى طاعة الوالدين ؟ + طاع الوالدين فى حدود طاعة الله ، ولذلك يقولوا ( أطيعوا أباكم فى الرب ) أى فى حدود الوصية الإلهية ، لو أمرك والدك أنك تخالف وصية الله لاتسمع له هنا لاتكون الطاعة فضيلة لأن الكتاب يقول أيضاً ( من أحب أباً أو أماً أكثر منى فلا يستحقه ) فمن الضرورى أن تُطيع فى حدود الوصية بحيث أنك لاتعصى وصية الله .
+ فى الكتاب المقدس بالنسبة للأشخاص الذين رفضهم الله وقال لهم ( كنت مريضاً فلم تزرونى ، كنت عريانا فلم تكسونى .....) فما مصير خادم يعيش عمره فى أحد الأديرة لم يعمل هذه الأعمال ؟ + أحد الأباء فسر هذا الموضوع إذا عُرضت الفرصة له ورفضها تكون خطية ، لكن إن لم تُوجد الفرصة لا تعتبر خطية .
+ ماهى الشروط اللازمة للدخول إلى الرهبنة؟ وهل من الممكن الدخول بدون تزكية أب الإعتراف ؟ وماهى مده الإختبار ؟
+ الشروط اللازمة للرهبنة أن الشخص يكون زاهد وناسك فى كل أمور العالم ، وله القدرة أيضاً على العبادة ، من الناحية السلبية لاتكون له شهوة فى العالم ومن الناحية الإيجابية له قدرة على العبادة يستطيع أن يصلى ويسبح وأيضاً لايكون غضوب .
+ماالذى سيمنع من التزكية : إما أن يكون الشخص ليس لديه أب إعتراف أو يكون أب الإعتراف غير موافق ، لايوجد مانع من تزكية أب الإعتراف .
+مده الإختبار : 3 سنوات قابلة للزياده أو النقص حسب الظروف .
+ من هم شعب الله المختار حالياً ؟ + شعب الله المختار هو الشعب الذى يعبد الله بالروح والحق من أى جنس ومن أى لون ، إسرائيل القديمة كانت بسبب أن العالم كله كان وثنياً بيعبد الأصنام فى ذلك الحين فكانوا هم الذين يعبدون الله.
الجســــــــــــــــــــــــــــــــد
+ جسد الإنسان عبارة عن تركيبه فنيه عجيبة تدل على قوة الله وعلى حسن التدبير ، ولو رأينا كيف يعمل المخ أو القلب أو الكبد كيف يعمل باقى أعضاء الجسم يشعر أن الجسد نفسه يُمجد الله .
+ الجسد يدل على قدرة الله ولذلك قديماً كانوا بيدرسوا الطب فى كليات اللاهوت لأن بدراسة الطب والجسد يثبتوا وجود الله .
+ توجد مهاجمات جديده للجسد ولكن أحب أن اقول لكم أن الجسد ليس خطية فى ذاتها ، فلو كان الجسد خطية لم يخلق الله الجسد لأن الله لا يخلق شىء خطية بل أن بعد ماخلق الإنسان كجسد رأى الله كل ماعمله فإذا هو حسناً جداً.
+ آدم وحواء قبل الخطية كان جسدهم طاهر ولم يكن سبب لخطية ولو كان الجسد خطيه ماكان المسيح أخذ جسداً ولو كان الجسد خطية ماكنا نُكرم أجساد القديسين ونبنى على رفاتهم كنائس ونتخذ من ذلك بركة .
+ ولو كان الجسد خطية لم يكن الكتاب يقول ( أجسادكم هى هياكل للروح القدس والروح القدس يسكن فيكم ) ( أجسادكم هى أعضاء المسيح ) ( 1كو : 6) ولو كان الجسد خطية لم يكن ممكناً أن نتناول كيف نأخذ سر الإفخارستيا فى جسد وهو خطية .
+ لاننسى أن الجسد بعد المعمودية بيولد جسداً طاهراً نقياً من كل شىء .
+ مادام الأمر هكذا لماذا إذاً قيل لادينونة على الذين هم فى المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح والكتاب ذكر كثيراً أن السلوك حسب الجسد خطية ( إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ) ( رومية 8 : 13 ) . ( إهتمام الجسد هو موت أما إهتمام الروح فهو حياة ) ( إهتمام الجسد هو عداوة لله).
+ فى رسالة يوحنا الأولى إصحاح 2 ( كل مافى العالم هو شهوة للجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة ) .
+ مشكلة الجسد أنه متعلق بالماده ،الله عندما خلق الإنسان ، خلق جسد الإنسان من تراب من ماده ونفخ فيه نسمة حياة فأصبح الجسد من الماده من التراب والروح نفخة من الله فتكون مشكله الجسد إذا سلك بطريقة مادية أو متى يعتبر الجسد خطية ، ليس فى ذاته خطية إنما يُعتبر خطية إذا قاوم الروح .
+ لذلك الرسالة إلى غلاطية إصحاح 5 ( إسلكوا بالروح ولاتكملوا شهوة الجسد لأن الجسد يشتهى ضد الروح والروح تشتهى ضد الجسد حتى يُقاوم أحدهما الآخر ) .
+ الجسد يمكن أن يكون جسد مقدس ويمكن أن يكون جسد طاهر ويمكن أن يكون جسد بار ويمكن أن يكون جسد بركة للآخرين ولكن إذا قاوم الروح هنا تكون خطية الجسد
حتى غرائز السجد ، غرائز الجسد ليست خطية فى ذاتها ، وغرائز الجسد كلها إذا سلك فيها الإنسان بطريقة سليمة لا يخطىء لكن إذا سلك بطريقة منحرفة يكون الخطأ فى الإنحراف فى إستخدام الغرائز وليس فى الغرائز ذاتها .
+ أو إذا سلك الجسد نتيجة عوامل نفسية منحرفة .
+ ماذا تعنى عوامل نفسية منحرفة ؟
+ لو إنسان غضوب ، الغضب شعور نفسى من الداخل ، لو الغضب أشعل الجسد بحيث الجسد إبتدأ يتلفظ ألفاظ سيئة أو يعتدى على غيره .هنا جاءت الخطية نتيجة خضوع الجسد لعوامل نفسية غير سليمة .
+ الجسد له حروبه ، وأيضاً إذا قلنا أن الجسد يخطىء أقول لكم أيضاً أن الروح تخطىء ، الروح يمكن أن تخطىء مع الجسد ويمكن أن تخطىء بدون الجسد .
+ مالدليل على أن الروح يمكن أن تخطىء بدون الجسد ؟
+ لأن أول خطية عرفها العالم كانت خطية روح فقط بلا جسد ، خطية الشيطان كما ورد فى إشعياء 14 ( أنت قلت فى قلبك أصعد إلى السموات ، أرفع كرسى فوق كواكب الله ، أصير مثل العلى ) إشتهى أن يتكبر ويصير مثل اللهوالشيطان لم يكن له جسد لكن روح أخطأت بلا جسد .
+ الكبرياء يمكن أن تكون خطية بالروح بدون جسد ويمكن يكون الكبرياء بالروح تجعل الجسد يخطىء .
+ خطية آدم وحواء هى خطية روح أولاً ، بعد كلام الحية مع حواء وقالت لهم لن تموتا بل الله عالم أنكم يوم تأكلان منها تصيران مثل الله عارفين الخير والشر .بدأ الشك من الداخل وحب الألوهية من جهه أخرى ، فكان الأكل من الثمرة نتيجة خطية من الداخل ( داخل الروح).
+ خطية الحسد يمكن أن تكون خطية روح فقط وليست خطية جسد ، وهذه أيضاً من أخطاء الشيطان ، نقول والموت الذى دخل إلى العالم بحسد إبليس هدمته.
+ إبليس يمكن أن يحسد الأبرار ويريد أن يوقعهم فى الخطية ، وإبليس حسد أيوب الصديق وأراد أن يدمره .
+ إذاً يمكن أن الروح تخطىء عن طريق الكبرياء عن طريق الحسد عن طريق الكذب لذلك قيل عن الشيطان أنه الكذاب وأبو الكذابين.
+ الروح يمكن أن تخطىء ولذلك الكتاب ذكر عن الشياطين أنهم أرواح شريرة وأرواح نجسة، وممكن لو الروح صارت شريرة تحاول أن توقع الجسد فى الخطية معها .
+ الروح يمكن أن تخطىء كما قلنا ، وقد تجذب الجسد معها إلى الخطية ايضاً ، ولذلك فى صلاة الساعة الثالثة نقول ( نجنا من دنس الجسد والروح ) وفى
صلاة القداس الإلهى نقول ( طهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا) أرواحنا تحتاج إلى تطهير أيضاً .
إلى جوار كل هذا نقول أن الجسد يمكن أن يستخدم فى الخير ، رفع اليدين إلى فوق فى الصلاة ، إنحناء الركبتين فى ركوع وفى سجود أمام الله ، مد اليد بالمعونة إلى الآخرين كل هذه أعمال خير ، يمكن أن يقوم بها الجسد .
تعب الإنسان فى الخدمة ، أشياء يمكن أن يقوم بها الجسد ، نقرأ عن بولس الرسول وكيف كان جسده يتعب كثيراً من أجل الخدمة فى أسفار مراراً كثيرة فى سهر فى جوع فى عطش يمكن أن الجسد يفعل خيراً .
حتى الروح حينما تريد أن تعمل خيراً ، تعمل هذا الخير عن طريق الجسد ، التضحية من أجل الآخرين ، بذل الذات من أجل الآخرين .
+ فى كورنثوس الأولى 6 : 20 ( لأنكم قد اشُتريتم بثمن .فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى الله ) . وعندما نُمجد الله بأجسادنا الله سيمجد أجسادنا أيضاً .
+ تلجى الجسد أن الله يسمح بأن الجسد يتجلى سواء على الأرض أو فى السماء ، على الأرض مثل صعود إيليا إلى السماء ، الثلاثة فتية فى آتون النار وكيف أن النار لم يكن لهم سلطان عليهم أو المشى على الماء كما حدث لبطرس أولاً مع المسيح .