لقاء مخلصنا مع نيقوديموس

1-نيقوديموس .

2-الحديث مع نيقوديموس .

أ .الولادة الروحية ... ( يو 3 : 1- 3 ) .
ب. ما هية الولادة الروحية .... ( يو 3 : 4- 8 ) .
ج. سمو هذا التعليم ... ( يو 3 : 9-13 ) .
د. خلاص من يقبلونه .... ( يو 3 : 14 – 21 ) .


1- نيقوديموس :-

+كلمة يونانية معناها " الظافر " ..... وهو الذى ذهُل حينما رأى السيد مائتاً وناداه قائلاً ...." أين جبروتك يا رب " فإلتفت إليه السيد وللحال سمع الملائكة تنشد التقديسات الثلاثة فهتف قائلاً ... " يا من صلب عنا ارحمنا " ... وترنم هو ويوسف الرامى بالتقديسات عندما أنزلا جسد المخلص عن الصليب .

+هو الذى إشترك فى دفن المخلص ... إذ أعد الحنوط مزيج مر وعود نحو مائة مناً ( يو 19 : 39 ) .

+ كان من قادة اليهود وعضواً فى مجلس السبعين أو من رجال الحكم ... لذلك لما أراد أن يسأل المخلص فى بعض المسائل الدينية ذهب إليه ليلاً لإتقاء غضب الفريسيين وخوفاً من أصحابه فى مجلس السبعين لئلا يعتبروه من أتباع يسوع ويخرجوه من زمرتهم .... وعندها كان اليهود ينتظرون المسيح ملكاً أرضياً ومخلصاً ... فلما رأوه ينادى برفض الدنيا لم يعترفوا به وقالوا أنه ليس من الله ... لكن نيقوديموس لم يقتنع برأيهم وذهب للسيد وإن كان ذهابه إليه لم يكن على إعتبار أنه إله بل نبى.


2- الحديث مع نيقوديموس:-


أ .الولادة الروحية ... ( يو 3 : 1- 3 ) :-

1. " أتيت من الله معلماً " ... والدليل المعجزات التى لا يصنعها إلا من كان الله معه ... ويدعم هذا :-
+ قول المولود أعمى ( يو 9 : 33 ) ... " لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئاً " .

+ قول بطرس عن السيد ( أع 10: 38) ... " جال يصنع خيراً ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه " ... ولكن نيقوديمـــــــوس كان يظن أن الله مع يسوع كما كان مع إبراهيم واسحق ويعقوب ودانيال.

2."إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله " = الولادة الثانية الروحية ... لأن:-

+ اليهود كانوا ينتظرون المسيح ملكاً أرضياً ..... فهنا يجاوب السيد نيقوديموس عما كان ينوى أن يسأل .

+ هذا الملكوت روحى ... لا ينعم به إلا الذى يولد ولادة روحية .

+ المعمودية هو الولادة الروحية لأنها :-

( أ ) تمنح نعمة التقديس والتبرير وغفران الخطايا الجدية والفعلية التى كانت قبل العماد .

(ب) تمنح نعمة التبنى لله والوارثة فى السماء لذلك هى الولادة من فوق كما أنه فى إنشاء العالم تكونت أكثر الأشياء حتى السموات من الماء المخلوق فى اليوم الأول .

+لذلك أراد الله فى الكون الجديد أن يأخذ الإنسان وجوداً جديداً إلهياً من الماء ... ويدعم ذلك :-

{1} ( يو 1 : 13) ... يقول عن الذين يؤمنون أنهم " ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة رجل ولا من مشيئة جسد بل من الله ولدوا "
{2} ( أف 5 : 26) ... يقول بولس عن هدف موت المسيح من أجل الكنيسة " لكى يقدسها ... مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة " ويقول عن الخلاص ... " أنه لم يكن لأعمال فى بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس " .


ب . ماهية الولادة الروحية ... ( يو 3: 4-8 ) :-

1. " إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله " الولادة الروحية = الولادة من فوق ... وذلك لأن نيقوديموس فكر أنها ولادة جسدية فتعجب وقال كيف يمكن للإنسان أن يولد وهو شيخ ....

ماء المعمودية = الأم ..... الروح القدس = الأب
لأنه الفاعل ومانح النعمة والقداسة التي يولد بها أبناء المعمودية
هذه الولادة تجعل الإنسان ينصرف من الجسديات إلى الروحيات

2." المولود من جسد هو جسد " ... لأنه مغسولاً بالخطية ومنجذباً للحياة الفانية ولا يلد إلا فساداً مثله ... ولهذا لا يستحق ملكوت الله .

3." المولود من الروح هو روح " ... يهتم بكلام الله لحياة الروح كما يهتم بالخبز للجسد " لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلمة تخرج من فم الله " ... وذلك عن طريق الصلاة والقراءة فى الكتاب والعمل بهما.


4." الريح تهب حيث تشاء " ... ظل نيقوديموس متعجباً من أمر الولادة من فوق والتى فيها يفيض الروح القدس على المعتمدين فيصيروا قديسين ... لذلك ضرب السيد هذا المثل :-

+الريح ... لا يستطيع أحد أن يراها أو يعرف مصدرها ... ولكن هذا لا ينكر وجدودها عند سماع صوتها .
+ أيضاً الروح القدس ... يكون بطريقة فى المعمودية غير مرئية ... ولكن هذا لا ينكر عمله بالقديسين المخلوقين فى المعمودية .
+ وأيضاً الإنسان ... لا يشعر بتكوينه فى بطن أمه وولادته منها ... إلا أن هذا لا ينفى حدوثها .
+ وأيضاً الخاطىء ... بينما يكون غارقاً فى الإثم يجد نفسه أصبح يكره الخطية ويحب البر ... هذا هو عمل الروح وإن كان لا يُرى ولا يُعرف أسلوبه ... إلا أننا نستدل عليه من تأثيره فى تغيير أفكارنا وإصلاح سيرتنا فالروح القدس كما يُخرج الإنسان من ظلمة البطن إلى نور الحياة هكذا يُخرج الإنسان الذى يستمع لصوته من قيام الخطية إلى نور البر .


ج. سمو هذا التعليم ... ( يو 3 : 9-13 ) :-

1." أنت معلم إسرائيل ولست تعلم هذا " ... نيقوديموس معلماً دينياً للشعب درس العهد القديم ... كان يجب أن يعرف الآيات التى تشير إلى الولادة الروحية .... مثال :-

+داود ( مز151: 10) ... " قلباً نقياً اخلق فىّ يا الله وروحاً مستقيماً جدده فى أحشائى ".

+ أرميا ( أر 4 : 4 ) ... " اختتنوا للرب وانزعوا غرل قلوبكم يا رجال يهوذا وسكان أورشليم لئلا يخرج كالنار غيظى فيحرق وليس من يطفىء بسبب شر أعمالكم ".

+ حزقيا ( حز18: 31- 32) ... " اطرحوا عنكم كل معاصيكم التى عصيتم بها واعملوا لأنفسكم قلباً جديداً وروحاً جديدة ... فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل لأني لا أسر بموت من يموت ... يقول السيد الرب فأرجعوا واحيوا " .

2." الحق أقول لكم أننا نتكلم بما نعلم " ... وكثيراً ما إستخدم يسوع هذا الأسلوب من الإقناع فى أحاديثه مثل:-

+ هو القائل لتلاميذه ( مت 11 : 27 ) ..." كل شىء دفع إلىّ من أبى وليس أحد يعرف الأبن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الأبن ومن أراد الأبن أن يعلن له " .

+ وهو القائل ( يو 12 : 49 ) ... " لأنى لم أتكلم من نفسى لكن الآب الذى أرسلنى هو أعطانى وصيه ماذا أقول وبماذا أتكلم " .

+ وأيضاً ( يو 7 : 16 ) ، ( يو 14 : 24 ) كل هذا ونيقوديموس مازال متردداً.

3. " وإن قلت لكم الأرضيات ولم تؤمنوا " ... أى إن كنت أشرح لكم السماويات بالتشبيهات الأرضية فلم تفهموا فكيف تؤمنون إن تكلمت عن السماويات ( الثالوث القدوس ، مولد الكلمة الأزلى ، إشتياق الروح القدس)

4. " ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء " ...

+ لا يستطيع أحد أن يعلن أسرار السماء إلا يسوع الذى نزل من السماء وشاهدها .

+ وهو ابن الإنسان الذى فى السماء أى الكلمة الذي صار جسداً ومع أنه نزل من السماء فهو فيها بلاهوته ... بينما هو على الأرض فهو فى السماء ( بجسده على الأرض وبلاهوته وعقل ناسوته فى السماء ) وهذه الآية دليل على أن للسيد طبيعة واحدة وليس طبيعتين ... " الذى نزل من السماء أقنوم الكلمة الأزلى " ابن الإنسان تكون من الروح القدس والعذراء مريم بإتحاد الكلمة الأزلى مع الجسد الزمنى ... إذن المولود من العذراء القديسة مريم نزل من السماء .


د. خلاص من يقبلونه .... ( يو 3 : 14 – 21 ) :-

1. " وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع ابن الإنسان " (ع14) ... هنا يكلم السيد نيقوديموس عن ( سر صلبه ) ليخلص الذين يؤمنون باسمه ... هذا بعد أن كلمه عن :-

+ سر المعمودية ... الذي به يصير المعمد مهتم روحياً بما يوصله إلى السماء .

+ سر إتحاد لاهوته بناسوته ( طبيعة المسيح الواحد )

الحية النحاسية

+ صورت على هيئة الحيات السامة وهى غير سامة ... كذلك جاء السيد المسيح فى صورة الجسد ولكنه كان بلا خطية .
+ إذا لسعنا من حية جسدنا بفكر يسقطنا فى الخطية ... يجب أن نسارع بعقولنا إلى جسد ربنا المصلوب عنا وقوة محبتنا له تمنعنا من إرتكاب الخطية وتبطل سم الحية ( الحية النحاسية عدد 21 : 5-9 ) .

2. " بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به " ع 16

+ " ابنه الوحيد " ... لأنه مولود غير مخلوق ولو كان مخلوقاً وسمى ابن الله لصار مثلنا ابن الله بالنعمة إذن هو الوحيد الغير مخلوق بل مولود من الآب قبل كل الدهور ... لذلك هذا هو الدليل على أنه إله حقيقي .

+ " لكى لا يهلك كل من يؤمن به " ... أى أنه لا سبيل للخطاة لنوال الحياة الأبدية إلا بالإيمان به مصلوباً أى أن الكفارة عامة .

+ فالذي يؤمن به يتبرر وينمو من قصاص الخطية ... وأما الذى لا يؤمن فإنه يهلك فى خطيته ويكون عقابه أشر لأنه ... " داس ابن الله وحسب دم العهد الذى قدس به دنساً وإزدرى بروح النعمة " (عب 10 : 29 ) .

+ وبما أنه ليس لله ابن آخر يأتى لخلاص العالم ... فالذى يرفض هذا الابن الوحيد يدوم عليه غضب الله ويكون كمن لدغته الحية وأبى أن ينظر إلى الحية النحاسية .

3." وهذه هى الدينونة ... إن النور جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة لأن أعمالهم شريرة " ع19

+ وهذا هو السبب ... إن المسيحية مكروه من الأشرار لأنها تلومهم على شرورهم

+ أما التقى ... يعترف بالخطية ويتوب عنها وينتقل من ظلمة الخطية إلى نور الإعتراف .

يستدل من إعداد نيقوديموس الحنوط لجسد المخلص ( يو 19 : 39) أنه إستفاد من تعليمه وتاب وعاش بتقوى ... وكان بين التلاميذ السبعين .