الله معنــــــــــــــا
(محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث )
++ هل الملاك ميخائيل دحرج الحجر أم بقوة قيامة الرب يسوع دحرج الحجر ؟ + قوة القيامة أن السيد المسيح خرج من القبر ، والقبر مغلق والحجر موجود لكن الملاك هو الذى دحرج الحجر كما ورد فى متى 28 .
++ مامعنى كلمة الغنوسية ؟+ الغنوسية كلمة أصلاً يونانية معناها المعرفة ، وفيه غنوسية تعنى مؤمنة ، وتوجد غنوسية معناها إنحرفت لكن الغنوسية معناها المعرفة .
++ هل يتعامل الرب معنا بمبدأ النعمة أم بمبدأ الزرع والحصاد؟ + النعمة لدى الله ليس معناها فقدان العدل ، صفات الله متداخله فى بعضها البعض ، فالله يعطى نعمة وأيضاً الله عادل ويقول ( مايزرعه الإنسان إياه يحصد ) لكن ليس معنى النعمة أن الإنسان يسير بالخطأ .
++ هل قول السيد المسيح من كان له إيمان مثل حبة الخردل وقال لهذا الجبل إنتقل فينتقل هل معنى ذلك أن الإنسان الذى يعتمد على واسطة أو معرفة أو محسوبية فى الحصول على وظيفة ليس لديه إيمان ؟ + أنت تؤمن أن الله يكون معك وليس هناك أى مانع أن تجد أحد يساعدك لكن ليس معنى ذلك تضع كل أملك فى مساعده الناس لكن لاننكر أن أى شخص يمكن أن تأتى له مساعده من أحد .
++ لماذا كان كل شىء فى حياة بطرس الرسول ثلاث ثلاث فمثلاً أنكر السيد المسيح ثلاث مرات والسيد المسيح قال له بعد قيامته أتحبنى ثلاث مرات وهو فى يافا رأى رؤيا والصوت الذى كان يكلمه ثلاث مرات ؟ + لا طبعاً هناك أشياء فى حياة بطرس ليس ثلاث مرات ، عندما قال للمسيح أنت هو المسيح إبن الله الحى هل كانت ثلاث مرات وعندما تكلم عن قبول الأمم هل كانت ثلاث مرات حتى رسائل بطرس رسالتين وليس ثلاثة .
++ لماذا الدعوة بالشر تُقبل فهناك الكثير يدعون على الناس بالموت أو بأى شىء آخر شر وتُقبل ؟+لو كانت الدعوة بالشر تُقبل كان العالم أصبح خراباً من الناس الأشرار ، الله يحفظنا من الناس الأشرار مهما كان .
الله معــنـــــــــــــــــــــــــــــــــا
+ نود أن نأخذ تأملاً بسيطاً فى أن الرب يكون معنا ، السيد المسيح كان مع تلاميذه أربعين يوماً نستطيع أن نقول عملية تسليم وتسلم ، فأول شىء سلمهم حقيقة القيامة وأزال ماعندهم من شكوك بشأنها وأن القيامة لاتخص الروح فقط وإنما تخص الجسد قبل كل شىء.
+ أيضاً أعطاهم تعليماً من كل جهة كما يقول الكتاب بدأ من موسى والأنبياء والمزامير يفسر لهم جميع مايتعلق بهم وأيضاً قضى الأربعين يوماً يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله وأيضاً سلمهم الكهنوت .
+ نفخ فى وجوههم وقال لهم( إقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياهم غُفرت لهم ومن أمسكتموها عليهم اُمسكت ) ( يو 20: 22 ) ، وأيضا عَهد إليهم بنشر الإيمان وسط جميع الأمم وقال لهم إذهبوا إكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها وقال لهم تكونون لى شهوداً فى أورشليم وكل اليهودية وفى السامرة إلى أقصى الأرض .( أع 1:
.
+ سلمهم المعمودية وقال لهم (
تلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بإسم الآب والإبن والروح القدس) ( مت 28 : 19 )، سلمهم الإيمان فى نواحى كثيرة جداً ومع ذلك فى نهاية الأربعين يوماً وقبل أن يصعد إلى السماء قال لهم (
ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر ).( مت 28 : 20 ) .
+ لست فقط كنت معكم بالجسد تروننى لكن سأكون معكم تشعرون وبكل ما أعمله من أجلكم فى حياتكم وفى خدمتكم أكون معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر وإنما أيضاً بعد صعوده إلى السماء ظهر لشاول الطرسوسى ودعاه للخدمة وسماه بولس الرسول وعَهد إليه بخدمة الأمم .
+ ثم ظهر لبولس الرسول مرة أخرى فى كورنثوس وقال له ( إن لى شعباً كثيراً فى هذه المدينة تكلم ولن يقع بك أحد ليؤذيك ) وظهر له مرة أخرى وقال له (ها أنا أرسلك بعيداً عن الأمم ) ومره ثالثة وقال له ( كما شاهدت لى فى أورشليم ينبغى أن تشهد لى فى رومية أيضاً ) .
+ بعد قيامته أيضاً بفترة أطول ظهر ليوحنا الحبيب فى جزيرة بطمس وكلفه بسبع رسائل لرعاة الكنائس السبع التى فى آسيا وعلى الرغم من كل هذا بقى عمله فى الكنيسة بإستمرار .
+ إنها آية معزية جداً أن يقول الرب لنا ( ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر). لقد كان الرب مع يعقوب أبو الآباء وظهر له فى السُلم الواصل بين السماء والأرض .وقال له ( هاأنا معك وأحفظك حيثما تذهب وأردك إلى هذه الأرض ).
+ وظهر أيضاً ليشوع إبن نون وقال له ( كما كنت مع موسى أكون معك ، لاأهملك ولا أتركك ) . وكان مع يوسف الصديق أيضاً ولذلك يقول الكتاب (
فكان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً ) وكل ماكان يعمله كان الرب ينجحه.
+ إذاً وجود الرب مع الإنسان فيه نوع من الحماية والحفظ وأيضاً فيه نوع من أن يجعله ناجحاً فى حياته وأيضاً فيه نوع من إعطاء المواهب فقد كان مع يوسف الصديق وأعطاه موهبة تفسير الأحلام وأعُجب فيه فرعون وقال (
هذا الإنسان فيه روح الإلهة ) وسلمه كل شىء وجعله الثانى فى المملكة .
+ كان الرب مع الثلاثة فتية فى آتون النار ولم يسمح للنار أن تكون لها سلطان عليهم وكان مع دانيال فى جب الأسود وأرسل ملاكه فسد أفواه الأسود .
+ نحن فى كل مشاكلنا لاتهمنا المشكلة فى حد ذاتها إنما يهمنا هذا السؤال (
هل الرب معنا أم لا ) . إن كان الرب معك فيكون لامشاكل أمامك تستطيع أن تضايقك وكما يقول الكتاب (
إن كان الرب معنا فمن علينا ) .
+ كان الرب مع الكنيسة فى مرحلة الإستشهاد التى مرت بها منذ العصر الرومانى وحقق لها وعده فى إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها .
+ كان الرب مع القديس أثناسيوس الرسول وحفظه فى كل المتاعب التى أحاطت به من الأريوسيين وقيل أن العالم كله ضدك يا أثناسيوس وقال وأنا أيضاً ضد العالم .
+ كان الرب مع الآباء الرسل وكان يقويهم ويسندهم بالآيات والعجائب فنجحت رسالتهم وكان مع الشهداء وكان يقويهم على إحتمال الآلام.
+إن كان الإنسان يشعر أن الله معه يستطيع أن يقول مع داود النبى فى المزمور (
إن سرت فى ظل وادى الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معى ). لأن الله عندما يكون معك تكون معك النعمة ومعك القوة ومعك الحماية والحراسة والحفظ والرعاية أيضاً .
+ سليمان الحكيم لما كان الله معه أعطاه الحكمة وأعطاه سعه صدر مثل الرمل الذى على البحر فى الكثرة وأعطاه جلالاً ملوكياً لم يكن لأحد من قبل من الضرورى أن يكون الله مع الإنسان .
+ لما كان الرب مع داود النبى وهو صبى أعطاه النصره على جليات الجبار ، فمن المهم أن الإنسان يتأكد أن الله معه من أجل اليقين أن الله مع الإنسان عاش الآباء فى البرية يحتملون جو البرد والحر ويحتملون الصوم والإنقطاع عن الطعام ويحتملون خطر الوحوش والخوف لأن الرب معهم.
+ إن كان الرب مع الإنسان لايخاف أبداً ، إن فى يوم من الأيام حُربت بالخوف إعرف إنك ضُعف إيمانك بأن الله معك .
+ لما بطرس الرسول كان شاعر أن الله معه إستطاع أن يمشى على المياه ، عندما خاف قال له (
ياقليل الإيمان لماذا شككت ) لأن خوف الإنسان سببه ليس الأخطار المحيطة به إنما سببه أنه لايشعر أن الله معه .
+ داود النبى يقول (
وإن قام على جيش ففى هذا أنا مطمئن ، إن يحاربنى جيش فلن يخاف قلبى وإن قام على قتال ففى هذا أنا مطمئن ) .
+ والإنسان الذى يشعر أن الله معه يكون منتصراً بإستمرار مهما كانت المخاوف وهكذا يقول داود النبى فى المزمور (
لولا أن الرب كان معنا حين قام الناس علينا لابتلعونا ونحن أحياء عند سُخط غضبهم علينا ، الفخ إنكسر ونحن نجونا عوناً من عند الرب الذى صنع السماء والأرض ) .
+ الله أيضاً مع الخدام الذين يعملون فى خدمة الكلمة يعطى كلمة للمبشرين بولس الرسول يقول صلوا من أجلى لكى أعط كلمة عند إفتتاح فمى الشخص الذى يوعظ الذى يتكلم الذى يُعلم لابد أن يكون عنده إيمان أن الله معه يعطيه كلمة ويعطى الكلمة قوة لكى تؤثر فى السامعين .
+ الله ليس فقط مع الناس فى الخدمة ومع الناس فى الضيقة ، لكن مع الناس المساكين ومنكسرى القلوب والمسبيين .
+ الله مع حنه التى صارت أماً لصموئيل وهى تبكى وتنذر نذراً ، الله مع المنكسرى القلوب .
+ الله أيضاً مستعد أن يكون مع الخطاة لكى يساعدهم على التوبة (
أنا واقف على الباب وأقرع ، من يفتح لى ) ولولا هذا الأمر ماخلص إنسان من خطاياه .
+ فى رسائله إلى الكنائس السبع أرسل منها رساله إلى راعى كنيسة ساردس يقول (
إن لك إسم أنك حى وأنت ميت ) حتى هذا الشخص الذى له إسم إنه وهو ميت الله أيضا كان معه لكى يعطيه الحياة .
+ الله فى وقت من الأوقات كان مع عبده الأصنام لكى يتركوا أصنامهم ومع الشيوعين لكى يتركوا إلحادهم ولولا أن الرب عمل فى كل هؤلاء ماكانوا قد تخلصوا من خطاياهم بعد .
+ فى كل وقت تشعر إنك تعبان ، تذكر أن الرب يكون معك ، مشكلة الناس أن الله يكون موجود مع إنسان لكن ليس كل شخص يشعر بوجوده ، لو شعرت بوجوده لاتتعب .
+ مؤثرة جداً عبارة القديس أوغسطينوس حينما قال (
كنت يارب معى ولكننى من فرط شقاوتى لم أكن معك ) . لكى يكون الله معك لابد أن تكون أنت أيضاً مع الله وإلا ستردد عبارة عروس النشيد ( حبيبى تحول وعبر طلبته فماوجدته دعوته فما أجابنى ) .
+ الله كان مع قايين بعد أن قتل وقال لهابيل (
صوت دم أخيك صارخ الى من الأرض ) الله مع هذه الدماء التى تُسفك غدراً كما حدث مع هابيل الصديق .
+ فمن الضرورى أنك تعمل مايجعلك تشعر بوجود الله معك ، لأن الله لم يخلق الكون وتركه ، خلقه ولايزال يرعاه ، خلقه ويهتم به والمهتم بالكل يهتم بك أيضاً .
+ اخرج من نطاق الخوف ومن نطاق الشك ، وإشعر بإستمرار أن الله معك ، وإن شعرت أن الله معك ستخجل تخطىء إلى الله الذى هو معك . الموزمور يقول (
باركى يانفسى الرب ولاتنسى كل حسناته ) إن تذكرت حسنات الله إليك لايمكن أبداً أن تخطىء إليه .
موضوع: الله معنــــــــــــــا (محاضرة لقداسة البابا شنودة الثالث ) 
الثلاثاء نوفمبر 13, 2012 3:11 pm
