معاملة الله للخطاه
(محاضرة لقداسة البابا شنودة)
+ ماهو السحر وهل هو حقيقة أم خداع وإن لم يكن حقيقة فكيف يقول المسيح عن المرأة المربوطة إنها ربطها الشيطان 18 عاماً ؟ + السحر هو عمل من أعمال الشياطين ويمكن الذين يَعُملوا مع الشياطين يشتغلوا بقوة الشياطين فى السحر ووردت عبارة السحر فى قصة موسى النبى مع سحرة مصر موجوده فى سفر الخروج .
+ كيف أقتنى فضيلة التواضع وفى نفس الوقت أحافظ على كرامتى أمام الناس ؟+ السيد المسيح كان متواضعاً وكانت له كرامته أمام الناس وهيبته ووقاره ، هناك فرق بين التواضع وصغر النفس ، الإنسان يكون متواضع ويحترم غيره ويُعامل الناس بغير كبرياء فالناس تحبه وتحترمه لكن ليس معنى أن يتواضع فيذل نفسه ،فالذل شىء والتواضع شىء آخر .
+ هل النسيان خطية وإن كانت فإى درجة منه وهل يوجد نسيان طبيعى ونسيان مصطتنع؟
+النسيان يتعلق بذاكرة الإنسان ، يوجد بعض الأشخاص ذاكرتهم قوية جداً ، وبعض الأشخاص ذاكرتهم ضعيفة ، الشخص الذى ينسى لاينسى كل شىء فمثلاً يمكن أن ينسى بعض المواعيد أو ينسى الصلاة لكن لاينسى يأكل ويوجد نسيان مفيد ونسيان ضار .
+ النسيان المفيد هو أنك تنسى إساءات الناس إليك حتى لايمتلىء قلبك بالحقد ضدهم وأيضاً النسيان المفيد هو أنك تنسى أعمالك الصالحة من أجل تفكيرك فى أعمال صالحة أخرى أو بسبب الإتضاع ، والنسيان المفيد هو أنك تنسى كل أمور العالم الباطلة لكى ينشغل عقلك بماهو مهم ومفيد وتنسى المناظر السيئة التى تراها والكلمات السيئة التى تسمعها لكن لاتنسى دروسك أو واجباتك .
+ لماذا لايستطيع الإنسان فى العصر الحاضر تنفيذ وصايا الإنجيل مثل من لطمك على خدك الإيمن ؟+التسامح كان موجود أيضاً فى العهد القديم ، يوسف الصديق أخوته أساءوا إليه وألقوا به فى البئر وباعوه كعبد ومع ذلك قال لهم أنتم فعلتم بى شراً والله قصد به خير وأحسن إليهم ، فلا تؤخذ جمله من لطمك على خدك الإيمن فحول له الآخر أيضاً تؤخذ حرفياً إنما تؤخذ بمعنى التسامح .
+ هل يرث الأبناء خطايا الأباء ؟+ الخطية الجدية فقط ، خطية آدم وحواء لكن غير ذلك كما ورد فى حزقيال 18 لا الإبن يُحاسب على خطية الأب ولا الأب على خطية الإبن لكن فقط الخطية الأصلية .
معاملة الله للخطاه
+ الله محب وعادل بمحبته يغفر وبعدله يُعاقب ، لكن محبه لاتنفصل عن عدله ، لكن الله صالح وقدوس وصلاح الله وقداسه الله لاتقبل الخطية بل تقف ضدها ولاتتركها تنتشر
فماهو موقف الله من الخطاة ؟ + نسمع بعض عبارات معيزية فى المزامير فمثلاً فى "مزمور 103" يقول(
لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب أثامنا ، بل مثل إرتفاع السموات عن الأرض قويت رحمته على خائفيه كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا ) .
+ وفى "أول مزمور فى مزامير النوم" يقول فى المزمور(
لو كنت للآثام راصداً يارب ، يارب من يثبت لأنه من عندك المغفرة) وفى "أخر مزمور من صلاة باكر" نقول (
لاتدخل فى المحاكمة مع عبدك فإنه لايتزكى قدامك أى حى ) .
+ لذلك نحن فى صلواتنا بإستمرار نقول كرحمتك يارب وليس كخطايانا .
+ الله أحياناً يُعاقب وأحياناً يُعاتب وأحياناً كثيراً يطيل أناته على الخاطىء حتى يتوب أو يعطيه فرصة لكى يتوب كما ورد فى رومية إصحاح 2 إن طول أنات الله إنما تقودنا إلى التوبة.
+ أحياناً الله يُلمح على الخطية دون أن يُعاقب وأحياناً يُهدد أو يُنذر ويقبل الشفاعة فى الخطاة .
+ من جهة عقوبة الله الواضحة والشديدة ، عقوبة الطوفان مثلاً فأهلك من على الأرض كل الخطاة الموجودين ماعدا أسرة أبينا نوح ومن ضمن عقوبات الله الشديدة على الخطية حرقة لسدوم وعمورة لما زاد فسادهم وشذوذهم على الأرض .
+ ومن ضمن عقوبات الله الشديدة إنه سمح أن الأرض تفتح فاها وتبتلع قورح وداثان وإبيرام ومن ضمن عقوبات الله الشديدة أيضاً قوله عن أخاب الملك فى المكان الذى لحست فيه الكلاب دم نابوت اليزراعيلى تلحس دمك أنت أيضاً وعقوبة شبيها على زوجته إيزابل .
+ من ضمن العقوبات المعروفة ولكنها أقل من ذلك بكثير ، عقوبته لآدم أنه بعرق جبينه يأكل خبزه والأرض يمكن أن تنبت له شوكاً وحسكاً وحواء بالوجع تلدين أولاد .
+ توجد عقوبات شديدة وعقوبات خفيفة وعقوبات مباشرة وعقوبات غير مباشرة. العقوبات المباشرة مثل عقوبته لهيردوس عندما فرح بقول الناس المتملقين له صوتك صوت إله فضربه الملاك فمات وأكله الدود عقوبة مباشرة .
+ فيه عقوبات غير مباشرة ، كعقوبته لسليمان أن المملكة تنقسم بعد منه أو عقوبته لداود عندما عدى الشعب لأن ملاك الرب ضرب الشعب .
+ يمكن أن تكون عقوبات لأيام محدده مثل عقوبته لمريم أخت هارون وموسى أنه تُعزل خارج المحلة للبَرص لمده أسبوع .
+ فيه عقوبات فى العهد القديم كانت ترفعها الذبائح ، بدلاً من أن يأخذ الشخص عقوبة فتغفر له خطيته بسبب الذبيحة ولا يأخذ عقوبة .
+ أحياناً تكون عقوبة من نوع آخر ، مثلاً فى خروج 12 فى قصه الفصح والناس التى داخل الأبواب المرشوشة بالدم قال لهم ( سبعه أيام تأكلون فطيراً ، لايوجد خمير) ، والخمير كان يرمز إلى الشر والفطير إلى الخير وقال لهم (
كل نفس تأكل خميراً تُقطع تلك النفس من شعبها ) .
+ وأحياناً الله يطيل أناته فلا يُعاقب بسرعة ، كما قال فى سفر الرؤيا عن إيزابل (
أعطيتُها زماناً لكى تتوب ولم تتب ) أعطها فرصة لكى تتوب ولم تتب وبعد ذلك أوقع العقوبة .
+ طول أنات الله إنما تقتاد إلى التوبة ، بولس الرسول يقول فى رومية 2 (
وإن لم تتب تتدخر لنفسك غضباً فى يوم الغضب ) يبدأ غضب الله يحل على تلك النفس التى لم تستغل طول أنات الله للتوبة إنما طول أناته إستغلتها للإستهتار والإستباحة .
+ مع ذلك من حنان الله إنه فى أوقات كثيرة لايعاقب ، ليس معنى ذلك أن الخطية لاتستحق العقوبة ، معناها نوع من رحمه الله وإعطاء فرصة لتجديد الحياة .
+ زكا العشار أو رئيس العشارين ، ماهى العقوبة التى أخذها ؟ لاشىء على الإطلاق بل السيد المسيح دخل فى بيته وقال(اليوم حدث خلاص لهذا البيت) لأنه أيضاً إبناً لإبراهيم ولم يُعاقب زكا أى عقوبة رغم إنه ظلم أشخاص كثيرة جداً ، وزكا تأثر بهذه المعاملة وقال ( لو كنت ظلمت أحداً فى شىء أرد له أربعة أضعاف).حنو الله قاده إلى تغيير حياته ولم يأخذ عقوبة.
+ الإبن الضال كما ورد فى (لوقا إصحاح15) ماهى العقوبة التى أخذها ؟ لم يأخذ عقوبة ، والده إنتظره بفرح وقال (
إبنى هذا كا ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد ) . لم يأخذ عقوبه يكفيه ما أخذ من عقوبة فى الذل الذى عاشه خارج بيت أبيه .
+ الزانية التى بللت قدمى المسيح بدموعها ومسحتهم بشعر رأسها فى بيت الفريسى فى (لوقا إصحاح 7) لم تأخذ أى عقوبة قال إن محبتها الكبيرة غفرت لها خطاياها الكثيرة .
+ كذلك المرأة التى ضُبطت فى ذات الفعل فى (يوحنا إصحاح
وأراد الناس رجمها والمسيح أنقذها منهم وقال لهم (
من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر). لم تُعاقب على الإطلاق .
+ المرأه السامرية التى عاشت مع خمسة أزواج والذى كان معها فى ذلك الحين لم يكن لها . لم تُعاقب .
+ راحاب الزانية ، لم تُعاقب أيضاً .بل وُضعت فى سلسلة الأنساب .
+ راحيل زوجة يعقوب ، عندما ترك يعقوب خاله لابان وذهب ، راحيل سرقت أصنام أبيها ، لم تُعاقب .
+ الله له حكمته متى يُعاقب ومتى لايُعاقب وما نوع النفسية التى تُصلحها العقوبة ، والنفسية التى تفيدها عدم العقوبة .
+ إبراهيم أب الأباء عندما قال عن سارة أنها أخته لكى ينجو من القتل ، أخذها أبيمالك والله منع أبيمالك من أن يُخطىء إليها .لكن إبراهيم لم يُعاقبه الله.
+ أغسطينوس الذى عاش بعيداً عن الله وعن الإيمان السليم فترة طويلة من الزمن سنوات عديدة وعاش فى الخطية أيضاً .لم نسمع عن عقوبه أخذها أغسطينوس .
+ مريم القبطية أيضاً لم يعاقبها الله رغم إنها كانت تعيش فى حياة الخطية .
+ الله عندما لايُعاقب ، يكون لسبب معين ولفائدة للناس .
+ الأمم التى عبدت الأصنام فترة من الوقت ، لم تأخذ عقوبة من الله .
+ روسيا التى عاشت فى الشيوعية مده سبعين سنة تنكر وجود الله ، ماهى العقوبة التى أخذتها من الله .حُسبت إحدى الدولتين الكبيرتين ولم تُعاقب إلى أن رجعت إلى الإيمان مرة أخرى .
+ إذاً الله يُمكن أن يُعاقب ويمكن أن لايُعاقب .
+ ملائكة الكنائس السبع ، فمثلاً ملاك كنسية ساردس الذى قال له الله (
إنك لك إسم إنك حى وأنت ميت ) لكن لم يُعاقب .
+ لكن أحياناً الله يدعو إلى التوبة ، لكن هذا لايعنى أن الخطية ليس لها حساب عند الله .
+ بعض الأشخاص كان الأمر بالنسبة لهم مجرد عتاب ، مثل توما شَك فى القيامة قال له ( لاتكن غير مؤمناً بل مؤمناً ) .
+ بطرس الرسول الذى أنكر المسيح ، لم يُعاقبه بل مجرد إنه لفت نظره فى (يوحنا إصحاح 21) قال له ( ياسمعان إبن يونا أتحبنى أكثر من هؤلاء ).
+ شاول الطرسوسى كان مجرد عتاب أيضاً قال له ( شاول شاول لماذا تضطهدنى ) ولم يُعاقبه أى عقوبة إنه إضطهد الكنيسة .
+ داود النبى ، الله عاقبه فى خطيته الكبرى لكن كانت هناك خطايا قبل ذلك لم يُعاقبه عليها .
+ الشيطان كانت له عقوبة صغرى وعقوبة كبرى ، العقوبة الصغرى إنه نزل من السماء إلى الأرض والعقوبة الكبرى ستكون فيما بعد فى العالم الآخر كما ورد فى ( رؤيا إصحاح 20 ) فى البحيرة المتقده بالنار والكبريت وطرده .
+ الغنى لم يكن عنده رحمه على لعازر المسكين ،لم يُعاقب فى حياته لكن بعد موته تعذب .
+ الأشخاص الذين لم ينالوا عقوبة على الأرض فى (عبرانين إصحاح 10) (
مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى ) .
موضوع: معاملة الله للخطاه (محاضرة لقداسة البابا شنودة) 
الأربعاء نوفمبر 14, 2012 1:06 pm
