مدرسة الصلاة الارثوذكسية (كيف تصلى بالمزامير؟؟)

 قدم صلاتك في وقار وحشمة وأبسط يديك إلى السماء بإتضاع وأسجد بخشوع . فعلي قدر اهتمامك بذلك – كما يقول مار اسحق – ( يكون افتقاد النعمة . لأنه معظم في عيني الرب الوقار الذي يقدمه الإنسان أثناء ذبيحة الصلاة ) افهم معاني الصلاة وأتل كلمات المزامير بتأن وفهم كأنها من قولك وليس من قول آخر .

 إذا كان وقتك لا يتسع لتلاوة المزامير التي للساعة الواحدة فقلل العدد لكي تصلي هذا القليل بالروح . ويقول ماراسحق (إذا شئت التمتع بحلاوة المزامير والتنعم بمذاقه الروح القدس فيها دع عنك الكمية ولا .

 يهمك معرفة عدد المزامير التي صليت بها . يكفي أن يكون عقلك فاهما معاني الصلاة فيتحرك فيك شعور بتمجيد الله ).

 مع كل لفظ في المزامير فيه ذكر للسجود اسجد أو في القليل أحن رأسك بالسجود ويا حبذا لو أنك خررت ساجداً في نهاية كل مزمور طالباً من الرب طلبة واحدة .

 فإن أنت شعرت أنك أهنت الرب بخطيئة معينة أسجد بعد كلمة الليلويا وقل للرب ( أخطأت إليك يا رب يسوع المسيح . ارحمني ) .
 إن كنت معذباً من خطية معينة أسجد أيضاً في نهاية المزمور وأطلب من الرب أن يخلصك منها .

 وان كان إنسان في ضيقة معينة وطلب إليك أن تذكره فلا مانع من أن تذكره بهذه ألطريقه .

 والقديس يوحنا كاسيان يسجل لنا عن رهبان مصر في ( أواخر القرن الرابع ) فيقول (رأيتهم في صلواتهم حينما ينتهون من تلاوة كل مزمور لا يستعجلون السجود كواجب يراد إنهاؤه – كما يصلي الكثير منا الآن – بل رأيتهم على خلاف ذلك ، فبعد أن يفرغوا من المزمور يقفون برهة يرفعون فيها صلاة قصيرة ثم ينحنون في خشوع ويسجدون إلى الأرض بوجوههم بورع كثير وتقوى شديدة ثم ينتصبون بخفة ونشاط ويعودون إلى وقفتهم المنتصبة وأفكارهم كلها منحصرة في الصلاة ) .

 كيرياليسون التي نتلوها ضمن صلاة المزامير يجب أن تكون بتأن . أشعر كل مرة تقول فيها كيرياليسون أن جلدة أو سوطاً قد هوى على ظهر السيد المسيح ثم قل في داخلك (لأجلي يا سيدي ) ، اتخذ من الآم المخلص وسيلة لطلب الرحمة لنفسك الشقية .