1- ما هي الأسباب التي دعت الكنيسة المقدسة إلى استخدم صلاة المزامير ؟
1- لقد جمع داود في شخصه إختبارات عجيبة : فهو راعي غنم ، وهو النبي العظيم ، وهو الملك ، وهو القديس الذي حلق في عالم الروح ، وهو الإنسان الذي سمح الرب بسقوطه في خطيئتين شنيعتين أذلتاه ولأجلهما ظل يبكي ويبل فراشه بدموعه قائلاً ( خطيتي أمامي في كل حين ) فنحن في المزامير نجد اختبارات كثيرة لابد أنها توافق إحتياجاتنا .
2- أنها خرجت من قلب إنسان تطهر فعلاً بالتوبة وجاهد من أجل حياة الروح جهاداً عظيماً يجدر بنا أن نتطلع إليه حتى لا نستكبر .... ويقول يوحنا ذهبي الفم ( قف يا إنسان عند حدك ) .
هل وصلت إلى ما وصله داود ؟ فاسمعه يقول (ضعفت ركبتاي من الصوم وجسدي تشوه وذوى من الزيت ) وأيضاً ( في يوم حزني لبست مسحاً وكنت أذل بالصوم نفسي ) .
ويقول في السهر ( فى نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك ) ، (سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك ) ، ( وأما أنا فصلاة ) ويقول في النسك ( أكلت الرماد كالخبز ومزجت شرابي بدموعي )
ولماذا نعدد مناقب داود وها أنا الله شهد له ( وجدت قلب داود حسب قلبي
وعلى الرغم من كل هذه التقويمات سقط .... فلا تطمئن يا أخي بعد هذا لأنه هذا لأنه ( إن كان البار بالجهد يخلص فالفاجر والمنافق أين يظهران ) فأنتبه إلى ذلك يا إنسان .
3- المزامير ولو أن قائلها داود واليه تنسب لكن أيضاً هي كلام الله قاله داود بالروح القدس
حتى أن السيد المسيح قال (قال داود بالروح ) وحينما صلى بالمزامير تكلم الله بكلامه ..... فهل يوجد أعظم من ذلك ؟ إنه أضمن للمحامى الذي يترافع عن متهم أن يترك عنه كلامه الخاص ويكلم القاضي بنصوص القانون ويطالب بالحكم ببراءة موكله طبقا ً لهذا القانون فإن القاضي ملتزم به .
أليس هذا ما نلمسه في مزامير داود التي تتضمن صوراً لمحبه الله ورحمته وإحسانه وبره وعطفه وحنوه وعدله وحدبه على بني البشر !!! إن كل ما نعمله أن يعاملنا الله بحسب هذه الصفات .
4-أن صلواتنا الإرتجاليه التي نصليها غالباً ما تكون صلوات نفعية ! فهي طلبات متراصة وغالباً ما تكون خالية من عنصر هام في الصلاة هو عنصر التسبيح وهذا العنصر نراه واضحاً جداً في تراتيل داود النبي ومزاميره .
5-والمزامير فوق هذا كله مادة عجيبة للتأمل فهي تتيح للذين يصلون بالروح وبتان تأملات رائعة حقاً لا يمكن إلا أن يكون مصدرها روح الله هذا هو ما أختبره الإباء . وما السبب في ذلك ؟
هل يرجع ذلك إلى تنوع أفكارها وعمق المشاعر التي دونتها والقلب الصافي الذي أخرجها والنبوات الواضحة التي تضمنتها ؟ قد يكون هذا كله معاً وغيره أيضاً .... فهل بعد هذا تحتاج إلى برهان على قوة المزامير وجزيل نفعها للصلاة بها ؟
أسالك أن تستمع إلى قوة مار أسحق (ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لأنها غذاء الروح ) .
ليس معني الكلام السابق الاكتفاء بصلاة المزامير كلا !!!! بل يجب أن يعقب كل صلاة بالمزامير صلاة خاصة تعبر بها عن مشاعرك نحو الله وتطلب بها احتياجاتك الخاصة .... بل إن الآباء القديسين يعتبرون صلاة المزامير تمهيداً لصلاة القلب .